للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواو فاعله، والألف للتفريق. {بِما:} جار، ومجرور متعلّقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {نَزَّلْنا:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية صلة: (ما) أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالّذي، أو: بشيء نزّلناه، وجملة: {آمِنُوا..}. إلخ لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. {مُصَدِّقاً:} حال من المفعول المحذوف. {لِما:} جار، ومجرور متعلقان ب‍ {مُصَدِّقاً،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {مَعَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة (ما) أو بمحذوف صفتها، التقدير: مصدقا للذي، أو: لشيء يوجد معكم، والكاف في محل جرّ بالإضافة. هذا؛ وابن هشام في مغني اللبيب يعتبر اللام زائدة، ويسمّيها لام التقوية، فإذا (ما) مجرورة لفظا، منصوبة محلاّ، ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (البروج):

{فَعّالٌ لِما يُرِيدُ} وفي سورة (المعارج): {نَزّاعَةً لِلشَّوى} وفي سورة (الأنبياء): {وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ،} وأورد ابن هشام قول حاتم الطائي-وقيل: هو لقيس بن عاصم المنقري-رضي الله عنه-وهو الشاهد رقم [٣٩٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له... أكيلا فإنّي لست آكله وحدي

{مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بالفعل: {آمِنُوا}. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {نَطْمِسَ:}

فعل مضارع منصوب ب‍ {أَنْ} والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن، والمصدر المؤول منهما في محل جر بإضافة: {قَبْلِ} إليه. {وُجُوهاً:} مفعول به. {فَنَرُدَّها:} الفاء: حرف عطف.

(نردّها): معطوف على نطمس منصوب مثله، والفاعل تقديره: نحن، و (ها) مفعول به. {عَلى أَدْبارِها:} متعلقان بما قبلهما، وها: في محل جر بالإضافة. (أو): حرف عطف. {نَلْعَنَهُمْ:}

معطوف على ما قبله منصوب مثله، والفاعل تقديره: نحن، والهاء مفعول به.

{كَما:} الكاف: حرف تشبيه وجر. (ما): مصدرية. {لَعَنّا:} فعل، وفاعل، و (ما) والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جرّ بالكاف، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: نلعنهم لعنا كائنا مثل لعننا أصحاب السبت. وهو قول أبي البقاء، وغيره في مثل هذا التركيب. ومذهب سيبويه في مثله النصب على الحال من المصدر المفهوم من الفعل المتقدّم على طريق الاتساع، فيكون التقدير: نلعنهم على مثل هذه الحالة، وجملة: {وَكانَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ اِفْتَرى إِثْماً عَظِيماً (٤٨)}

الشرح: قال ابن جرير الطّبري-رحمه الله تعالى-: معناه: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا، فإنّ الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فعلى هذا يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>