للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وأصل {رَأَوْا} (رأى) فلما اتصل به واو الجماعة صار (رآوا) فالتقى ساكنان: الألف والواو، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين. ثم تحرك الواو بالضمة إن وليها ساكن مثل (رأوا الآيات) ولم تحرك بالكسرة؛ لأن الكسرة لا تناسبها. وقيل: تحرك بالضم دون غيره، ليفرق بين الواو الأصلية وبين واو الجماعة في نحو قولك: (لو اجتهدت لنجحت). وقيل: تضم؛ لأن الضمة أخف من الكسرة؛ لأنها من جنس الواو. وقيل: تحرك بحركة الياء المحذوفة. وقيل: غير ذلك.

الإعراب: {حَتّى:} حرف ابتداء. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {رَأَوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة، لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، التي هي فاعله، والألف للتفريق، وهو بصري، فلذا اكتفى بمفعول واحد. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة، مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {يُوعَدُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو شيئا يوعدونه، وجملة: {رَأَوْا..}. إلخ في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المشهور المرجوح؛ لاقتران جوابها هنا بالفاء؛ لأن الفاء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. {فَسَيَعْلَمُونَ:} الفاء: واقعة في جواب {إِذا}. السين: حرف مفيد للتوكيد، والتحقيق هنا. (يعلمون): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله.

{مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {أَضْعَفُ:} خبر مبتدأ محذوف، التقدير: هو أضعف، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. هذا؛ وأجيز اعتبار {مَنْ} اسم استفهام مبتدأ، و {أَضْعَفُ} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به على أن الفعل قد علق عن العمل لفظا بالاستفهام. {ناصِراً:} تمييز. {وَأَقَلُّ:} الواو: حرف عطف. (أقل): معطوف على {أَضْعَفُ}. {عَدَداً:} تمييز، وجملة: (سيعلمون...) إلخ جواب {إِذا،} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. هذا؛ وأجيز اعتبار {إِذا} مجرورة ب‍: {حَتّى،} وهو رأي: الأخفش دائما في مثل هذا التركيب، والمعنى هنا يؤيده، لذا قال الجلال-رحمه الله تعالى-: {حَتّى} ابتدائية فيها معنى الغاية لمقدر قبلها، أي:

لا يزالون مستمرين على كفرهم إلى أن يروا... إلخ.

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (٢٥)}

الشرح: {قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، {إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ} أي: قل يا محمد لهؤلاء الكافرين المستهزئين بما تعدهم من العذاب، والهلاك: ما أدري: هل هذا العذاب الذي توعدونه قريب زمنه. {أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً} أي: أم هو بعيد له مدة طويلة وأجل محدود؟!.

<<  <  ج: ص:  >  >>