للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمجهول، ونائب الفاعل مستتر تقديره: «هو»، يعود إلى صاحب الحوت، والجملة الفعلية جواب {لَوْلا،} لا محل لها. {بِالْعَراءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من نائب الفاعل المستتر، التقدير: مطروحا بالعراء، والجملة الاسمية: {وَهُوَ مَذْمُومٌ} في محل نصب حال من نائب الفاعل المستتر، والرابط: الواو، والضمير.

{فَاجْتَباهُ:} (الفاء): حرف عطف. (اجتباه): فعل ماض مبني على الفتح مقدر على الألف للتعذر، والهاء مفعول به. {رَبِّهِ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: لكن أدركته نعمة من ربه، فاجتباه. {فَجَعَلَهُ:} الفاء: حرف عطف. (جعله): فعل ماض، والفاعل يعود إلى {رَبِّهِ،} والهاء مفعول به أول. {مِنَ الصّالِحِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة قبلها.

{وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١)}

الشرح: {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ:} وذلك: أن الكفار أرادوا أن يصيبوا النبي صلّى الله عليه وسلّم بالعين، فنظرت قريش إليه، وقالوا: ما رأينا مثله، ولا مثل حججه! وقيل: كانت العين في بني أسد؛ حتى إن البقرة السمينة، أو الناقة السمينة تمر بأحدهم، فيعاينها، ثم يقول: يا جارية! خذي المكتل، والدرهم، فائتينا بلحم هذه الناقة، فما تبرح؛ حتى تقع للموت، فتنحر.

وقال الكلبي: كان رجل من العرب، يمكث لا يأكل شيئا يومين، أو ثلاثة، ثم يرفع جانب خبائه، فتمر به الإبل، أو الغنم، فيقول: لم أر كاليوم إبلا، ولا غنما أحسن من هذه! فما تذهب إلا قليلا؛ حتى تسقط منها طائفة هالكة، فسأل كفار قريش هذا الرجل أن يصيب لهم النبي صلّى الله عليه وسلّم بالعين، فأجابهم، فلما مر النبي صلّى الله عليه وسلّم أنشد: [الكامل]

قد كان قومك يحسبونك سيّدا... وإخال أنّك سيّد معيون

فعصم الله حبيبه صلّى الله عليه وسلّم، وأنزل عليه: {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: معناه: ينفذونك. وقيل: يصيبونك بعيونهم، كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه. وقيل:

يصرعونك. وهذا كما يقال: صرعني بطرفه، وقتلني بعينه، قال الشاعر: [الكامل]

ترميك مزلقة العيون بطرفها... وتكلّ عنك نصال نبل الرّامي

وقال آخر: [الكامل]

يتقارضوان إذا التقوا في مجلس... نظرا يزلّ مواطئ الأقدام

يقول: إذا التقوا في مجلس؛ ينظر كل واحد منهم إلى الآخر نظر حسد، وحنق؛ حتى يكاد يصرعه، وهو الإصابة بالعين. وقيل: المعنى: وإن يكاد الذين كفروا ليصرفونك عما أنت بصدده

<<  <  ج: ص:  >  >>