ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ أخرجه البخاري. وقيل: نزلت في شأن الحج، فعن علي -كرم الله وجهه-قال: لما نزلت: {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} قالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: يا رسول الله أفي كل عام؟ قال:«لا، ولو قلت: نعم؛ لوجبت». فنزلت. أخرجه الترمذي. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال:«يا أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا. فقال رجل: أفي كل عام؟ فسكت؛ حتى قالها ثلاثا، ثم قال: ذروني ما تركتكم، ولو قلت: نعم؛ لوجبت، ولما استطعتم، وإنما أهلك من قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء؛ فاجتنبوه». متفق عليه. وقيل غير ذلك.
الإعراب:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} انظر الآية رقم [١]. {لا:} ناهية. {تَسْئَلُوا:} مضارع مجزوم ب {لا،} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف:
للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، كالجملة الندائية قبلها. {عَنْ أَشْياءَ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة، وهي علة تقوم مقام علتين من موانع الصرف. {إِنْ} حرف شرط جازم.
{تُبْدَ:} مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف المقصورة، والفتحة قبلها دليل عليها، ونائب الفاعل يعود إلى {أَشْياءَ} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {تَسُؤْكُمْ:} جواب الشرط، والفاعل يعود إلى {أَشْياءَ} أيضا، والكاف: مفعول به، والميم: في الكل علامة جمع الذكور، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، و {إِنْ} ومدخولها في محل جر صفة {أَشْياءَ،} والجملة الشرطية الثانية معطوفة عليها، فهي في محل جر مثلها، وإعرابها واضح إن شاء الله تعالى، والجملة الفعلية:{يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ} في محل جر بإضافة: {حِينَ} إليها، و {حِينَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وجملة:{عَفَا اللهُ عَنْها} صفة أخرى ل: {أَشْياءَ،} أو هي في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم، فتكون (قد) مقدرة قبلها، وقيل: هي مستأنفة لا محل لها، والجملة الاسمية:{وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{سَأَلَها:} الضمير يعود إلى المسألة التي دل عليها: (تسألوا) ولذا لم يعد بعن. أو لأشياء، فيكون قد حذف الجار، أي: فيكون التقدير: قد سأل عنها. {قَوْمٌ:} انظر الآية رقم [٢٢].
وقال المفسرون: المراد: قوم صالح سألوا الناقة، ثم عقروها، ف {أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ}. وقوم