الذال لالتقاء الساكنين، كما كسرت الهاء في صه، ومه عند تنوينهما، ومثل ذلك قل في: حينئذ، وساعتئذ، ونحوهما، وانظر الفرح في الآية رقم [٣٢] الآتية.
الإعراب:{فِي بِضْعِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يغلبون) و {بِضْعِ} مضاف، و {سِنِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْأَمْرُ:} مبتدأ مؤخر. {مِنْ قَبْلُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وهو أولى من تعليقهما بمحذوف خبر ثان، وبني {قَبْلُ} على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-: في ألفيته: [الرجز] واضمم بناء غيرا أن عدمت ما... له أضيف ناويا ما عدما
قبل كغير بعد حسب أوّل... ودون والجهات أيضا وعل
(من بعد): جار ومجرور معطوفان على ما قبلهما، والجملة الاسمية:{لِلّهِ الْأَمْرُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَيَوْمَئِذٍ:} الواو: حرف استئناف. (يومئذ): ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، و (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين.
{يَفْرَحُ:} فعل مضارع. {الْمُؤْمِنُونَ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية مستأنفة، أو هي معطوفة على ما قبلها، ولا محل لها على الاعتبارين.
الشرح: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ} أي: يفرح بنصر الله من له كتاب، وهم الروم على من لا كتاب له، وهم الفرس، لما في ذلك من انقلاب التفاؤل، وظهور صدق المؤمنين فيما أخبروا به المشركين من أهل مكة، وغلبة أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-في رهانه مع أبي بن خلف كما رأيت، وازدياد يقينهم، وثباتهم في دينهم. {يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ} أي: من أوليائه على أعدائه؛ لأن نصره مختص بغلبة أوليائه؛ لأعدائه، فأما غلبة أعدائه لأوليائه؛ فليس بنصر، وإنما هو ابتلاء، وقد يسمى ظفرا. {وَهُوَ الْعَزِيزُ:} القوي الغالب القاهر ينتقم من أعدائه. {الرَّحِيمُ:} بأهل طاعته، ينصرهم؛ إن نصروا دينه، وتعاليم نبيه.
الإعراب:{بِنَصْرِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل يفرح، و (نصر) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، ومفعوله محذوف، انظر الشرح. {يَنْصُرُ:} فعل مضارع،