للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفة {مَقامِعُ}. {كُلَّما} (كلّ): ظرفية متعلقة بجوابها؛ إذ هي تحتاج إلى جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه. (ما): مصدرية توقيتية. {أَرادُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، و (ما) والفعل (أراد) في تأويل مصدر في محل جر بإضافة (كل) إليه، التقدير: كل وقت إرادة، وهذا التقدير، وهذه الإضافة هما اللذان سببا الظرفية ل‍: (كل)، وقيل: (ما) نكرة موصوفة، والجملة الفعلية بعدها صفة لها، وهي بمعنى وقت أيضا. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَخْرُجُوا:} مضارع منصوب ب‍: {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {مِنْها:} متعلقان بما قبلهما. {مِنْ غَمٍّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما بدل من {مِنْها} بدل الاشتمال، و {أَنْ يَخْرُجُوا} في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به. {أُعِيدُوا:} ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية جواب {كُلَّما} لا محل لها. {فِيها:} متعلقان بما قبلهما، و {كُلَّما} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. (ذوقوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَذابَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {الْحَرِيقِ} مضاف إليه من إضافة الموصوف لصفته، وجملة: (ذوقوا...) إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: وقيل لهم: ذوقوا... إلخ، وهذه الجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، ويدل على هذا المحذوف التصريح به في سورة (السجدة) آية رقم [٢٠].

{إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣)}

الشرح: {إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ} ... {مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ:} انظر شرح هذا الكلام وما يتعلق به في الآية رقم [١٤] وأضيف هنا: أنه يشمل العاملين الصالحين من الذكور، والإناث، وأن الله تعالى لما ذكر حال الخصم الكافر في الآيات السابقة؛ ذكر حال المؤمن في هذه الآية.

{يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً:} انظر شرح هذه الكلمات في الآية رقم [٣١] من سورة (الكهف). هذا؛ ويقرأ بجر (لؤلؤ) ونصبه، ويقرأ بهمز ودونه، وبقلب الهمزتين ياء، وغير ذلك. {وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ} أي: وجميع ما يلبسونه من فرشهم، ولباسهم، وستورهم حرير، وهو أعلى مما في الدنيا بكثير.

هذا؛ وروى النسائي عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من لبس الحرير في الدّنيا؛ لم يلبسه في الآخرة. ومن شرب الخمر في الدّنيا؛ لم يشربه في الآخرة. ومن شرب في آنية الذّهب والفضّة في الدّنيا؛ لم يشرب فيها في الآخرة». ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: «لباس أهل الجنّة، وشراب أهل الجنّة، وآنية أهل الجنّة». وانظر «السندس والإستبرق» في الآية رقم [٣١] من سورة (الكهف).

<<  <  ج: ص:  >  >>