للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منزل التوراة، والإنجيل، والفرقان، فالق الحبّ، والنّوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الاخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء. اقض عنّا الدين، وأغننا من الفقر!» رواه الإمام أحمد، وأخرجه مسلم بلفظ: عن سهل بن أبي صالح قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: اللهم رب السموات... إلخ.

وعن عائشة-رضي الله عنها-: أنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمر بفراشه، فيفرش له مستقبل القبلة، فإذا أوى إليه؛ توسد كفه اليمنى، ثم همس، ما يدرى ما يقول، فإذا كان في آخر الليل؛ رفع صوته، فقال: «اللهمّ ربّ السموات السبع، وربّ العرش العظيم، إله كل شيء، ومنزل التوراة، والإنجيل، والفرقان، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته! اللهم أنت الأول؛ الذي ليس قبلك شيء، وأنت الاخر؛ الذي ليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر!». أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي. انتهى. خازن وابن كثير.

الإعراب: {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْأَوَّلُ:} خبر المبتدأ، والأسماء بعده معطوفة عليه، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المستتر في (الظاهر) و (الباطن) والرابط: الواو، والضمير.

هذا؛ وقال الزمخشري: الواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين: الأولية، والاخرية، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور، والخفاء، وأما الوسطى؛ فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين، ومجموع الصفتين الأخريين، فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية، والاتية، وهو في جميعها ظاهر، وباطن، جامع للظهور بالأدلة، والخفاء، فلا يدرك بالحواس. وفي هذا حجة على من جوز إدراكه في الاخرة بالحاسة، أقول: وهذا يتمشى مع مذهبه في الاعتزال، ونحن نقول: رؤية الله ممكنة في الدنيا، والاخرة؛ لأنه موجود، وكل موجود ممكن أن يرى، ولكنه لم تقع في الدنيا، إلا لنبينا صلّى الله عليه وسلّم، وأما في الاخرة، فإنها جائزة، بل وواقعة لجميع المؤمنين، والمؤمنات، كما ستقف عليه في سورة (القيامة) إن شاء الله تعالى.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤)}

الشرح: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ} أي: في ستة أوقات، أو في مقدار ستة أيام، فإن اليوم المتعارف عليه: زمان طلوع الشمس إلى غروبها، لم يكن حينئذ موجودا. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>