رأيت في الشرح، وعليه فالبدل بدل توكيدي. هذا؛ ويجوز أن يعلق (يوم) بفعل محذوف، تقديره: اذكر. قالوا: لأنّ يوم القيامة حالة ثالثة ليست بالسماء، والأرض؛ لأنهما يتبدلان، فكأنه قيل: ولله ملك السموات والأرض، وملك يوم تقوم الساعة، ويكون {يَوْمَئِذٍ} متعلقا بالفعل: {يَخْسَرُ،} والجملة الفعلية مستأنفة من حيث اللفظ، وإن كان لها تعلق بما قبلها من حيث المعنى. انتهى. بتصرف كبير من الجمل نقلا عن السمين. هذا؛ وجملة:{تَقُومُ السّاعَةُ} في محل جر بإضافة (يوم) إليها.
الشرح:{وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً} أي: باركة على الرّكب، وهي جلسة المخاصم بين يدي الحاكم ينتظر القضاء. قال سلمان الفارسي-رضي الله عنه-: إن في يوم القيامة ساعة، هي عشر سنين يخر الناس فيها جثاة على الركب؛ حتى إبراهيم عليه السّلام ينادي ربه: لا أسألك إلا نفسي. هذا؛ وفسر:{جاثِيَةً} بخاضعة وذليلة ومجتمعة، ومتميزة، أقوال، وفي سورة (مريم) رقم [٧٢]: {وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا} انظر شرحها هناك، فإنه جيد. هذا؛ والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعمّ كل من تتأتى منه الرؤية. هذا؛ والجثو: الجلوس على الركب، يقال: جثا على ركبتيه، يجثو، ويجثى جثوا، وجثيا على وزن فعول فيهما. ومن قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:«أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة». و «صار فلان جثوة من تراب». أي: كومة من تراب، قال طرفة بن العبد في معلقته رقم [٧٠]. [الطويل]
ترى جثوتين من تراب عليهما... صفائح صمّ من صفيح منضّد
{كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا:} قال يحيى بن سلام: إلى حسابها. وقيل: إلى كتابها؛ الذي سجلت فيه الملائكة أعمالها من خير، أو شر. وقيل: كتابها المنزل عليها لينظر هل عملوا بما فيه؟ هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٧١]: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ..}. إلخ.
{الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي: يقول الله لهم. أو هو من مقول الملائكة لهم. هذا؛ وانظر شرح:
{أُمَّةٍ} في الآية رقم [٨] من سورة (الشورى)، وشرح {تَرى} في الآية رقم [٢٢] منها.
الإعراب:{وَتَرى:} الواو: حرف عطف. (ترى): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره أنت. {كُلَّ:} مفعول به، وهو مضاف، و {أُمَّةٍ} مضاف إليه. {جاثِيَةً:} مفعول به ثان، أو حال من:{كُلَّ أُمَّةٍ} لتخصيصه بالإضافة. وقيل:
صفة، وجملة:{وَتَرى..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {كُلَّ:} مبتدأ، وهو مضاف، و {أُمَّةٍ} مضاف إليه. {تُدْعى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل يعود إلى:{كُلَّ}