ومعتب بن قشير وغيرهما وكلهم عاهدوا الله على القيام بحقوق المال؛ إن هم كثر مالهم، واستغنوا.
الإعراب:{فَلَمّا}: الفاء: حرف استئناف، (لما): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى:«حين» عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني، وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني، وجملة:{آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} إعرابها مثل إعراب ما قبلها، ولا محل لها على اعتبار (لما) حرفا؛ لأنها ابتدائية، وهي في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ومتعلقة بالجواب، {بَخِلُوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب:
{قالُوا}: في الآية رقم [٥](الأعراف)، {بِهِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية جواب (لمّا) لا محل لها، وجملة:{وَتَوَلَّوْا} معطوفة عليها لا محل لها مثلها، والجملة الاسمية:
{وَهُمْ مُعْرِضُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وهي حال مؤكدة؛ لأن التولي والإعراض بمعنى واحد.
الشرح:{فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ} أي: فجعل الله عاقبة فعلهم ذلك نفاقا، وسوء اعتقاد في قلوبهم، ويجوز أن يكون الفاعل عائدا على البخل المفهوم من {بَخِلُوا} ويكون المعنى: أورثهم البخل نفاقا متمكنا في قلوبهم، وانظر (النفاق) في الآية رقم [٦٤]، {إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}: يلقون الله بالموت، أو يلقون جزاء بخلهم، وانظر إعلال:{تَحْيَوْنَ} في الآية رقم [٢٥](الأعراف)، وانظر شرح {يَوْمِ} في الآية رقم [١٢٨](الأنعام)، {بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ} أي: بأن يقوموا بحقوق المال على الوجه الكامل، وانظر الوعد في الآية رقم [٤٤](الأعراف)، ولكنهم لم يفوا بما وعدوا كما رأيت. {وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ} أي: بسبب كذبهم على الله ورسوله.
الإعراب:{فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً}: ماض ومفعولاه، وانظر مرجع الفاعل في الشرح، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، {فِي قُلُوبِهِمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء: في محل جر بالإضافة، {إِلى يَوْمِ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {يَلْقَوْنَهُ}: مضارع مرفوع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمِ} إليها، {بِما}: الباء: حرف جر، ما:
مصدرية. {أَخْلَفُوا}: ماض وفاعله، والألف للتفريق. {اللهَ}: مفعول به أول. {بِما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان،