للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهاء لتأكيد المبالغة في: (علاّمة) لا يجوز وصفه به تعالى، فالله هو العالم، والعليم بجميع المعلومات بعلم قديم، أزليّ، واحد، قائم بذاته، ووافقنا المعتزلة على العالمية دون العلميّة، وقالت الجهميّة: عالم بعلم قائم لا في محل، تعالى الله عن قول أهل الزيغ، والضلالات، وقد وصف الله نفسه بالعلم، فقال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} وقال: {فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ} وقال جلّ ذكره: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ} وقال تعالت قدرته: {وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ}. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

{خَلَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، لا محل لها، التقدير: يوجد في الأرض. {جَمِيعاً:} حال من {ما}. {ثُمَّ:} حرف عطف.

{اِسْتَوى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى ({الَّذِي}) أيضا، والجملة الفعلية لا محل لها معطوفة على ما قبلها، {إِلَى السَّماءِ:} متعلقان بما قبلهما.

(سوّاهن): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى {الَّذِي} أيضا، والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{سَبْعَ:} مفعول به ثان على اعتبار: (سوّى) بمعنى: صيّر، قيل: بدل من الضمير المنصوب، وقيل: تمييز، وقيل: تفسير للضمير. وقال الأخفش: انتصب على الحال، وأقواها الأوّل.

({هُوَ}): ضمير منفصل مبتدأ. {بِكُلِّ:} متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ} بعدهما، و (كلّ): مضاف، و {شَيْءٍ:}

مضاف إليه. {عَلِيمٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية السابقة، أو هي مستأنفة، ولا محل لها على الاعتبارين، إن اعتبرتها في محل نصب حال من الفاعل المستتر؛ فلست مفندا، ويكون الرابط: الواو، والضمير.

{وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (٣٠)}

الشرح: لمّا امتن الله تعالى على العباد بنعمة الخلق، والإيجاد، وأنّه سخّر لهم ما في الأرض جميعا، وأخرجهم من العدم إلى الوجود؛ أتبع ذلك ببدء خلقهم، وامتنّ عليهم بتشريف

<<  <  ج: ص:  >  >>