للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها فهي في محل جر مثلها. {وَإِنِّي}: الواو: حرف عطف. (إني): حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. {جارٌ}: خبرها. {لَكُمُ}: متعلقان ب‍ {جارٌ} أو بمحذوف صفة له، وجملة: {وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ} معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب مقول القول مثلها.

{فَلَمّا}: الفاء: حرف استئناف. (لما): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى حين عند الفارسي، وابن السراج، وابن جني وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {تَراءَتِ}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة. {الْفِئَتانِ}: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد، وجملة: {تَراءَتِ الْفِئَتانِ} لا محل لها على القول بحرفية (لما)؛ لأنها حينئذ ابتدائية، وهي في محل جر بإضافة (لما) إليها على القول بظرفيتها، وعلى اعتبارها متعلقة بالجواب. {نَكَصَ}: ماض، والفاعل يعود إلى {الشَّيْطانُ،} والجملة الفعلية جواب: (لما)، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {عَلى عَقِبَيْهِ}: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء، نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة؛ والهاء: في محل جر بالإضافة {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ} إعراب هذه الجملة مثل إعراب: {وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ} وهي في محل نصب مقول القول، وجملة:

{وَقالَ..}. إلخ معطوفة على جواب (لما) لا محل لها مثله. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {أَرى}: مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، وهو بصري؛ فلذا اكتفى بمفعول واحد، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}.

إلخ تعليل لبراءته منهم. {فَلَمّا}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها المنفية صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو شيئا لا ترونه، والجملة الاسمية: {إِنِّي أَخافُ اللهَ} تعليل آخر لبراءته منهم، والجملة الاسمية: {وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ} تعليل آخر، إن كانت من قول إبليس، ومستأنفة إن كانت من قول الله تعالى، ويكون المراد منها الوعيد الشديد، والتهديد البليغ.

{إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩)}

الشرح: {يَقُولُ}: انظر القول في الآية رقم [٥] الأعراف. {الْمُنافِقُونَ}: أرجو أن تنظر ما ذكرته في الآية رقم [١٣٨] النساء، ففيها الكفاية. {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي: شك،

<<  <  ج: ص:  >  >>