للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {سَيَهْدِيهِمْ:} السين: حرف استقبال، وتسويف، وهي في حق الله تعالى تفيد تحقيق الوقوع، وتنفيذ الموعود. (يهديهم): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله)، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها، والتي بعدها معطوفة عليها. {الْجَنَّةَ:} مفعول به ثان، وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٧٠] من سورة (الزخرف). {عَرَّفَها:} ماض، ومفعوله، وفاعله يعود إلى (الله) أيضا. {يُدْخِلُهُمُ:} متعلقان به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الفاعل المستتر، أو من الجنة، والرابط على الاعتبارين: الضمير فقط، و «قد» قبلها مقدرة، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محلّ لها.

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧)}

الشرح: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ: هذا وعد من العزيز الحكيم بأنه ينصر عباده المؤمنين؛ إن هم نصروا دينه، ونصروا نبيه بالأموال، والأرواح، والله لا يخلف وعده، فقد شرط سبحانه وتعالى لنصره عباده المؤمنين ذلك، وإذا لم ينصروا دين الله؛ فكيف ينصرهم على أعدائهم؟! {وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ} أي: في الميدان؛ إذا التحم القتال، والتقى السنان بالسنان. وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٥١] من سورة (غافر) تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك. وقال تعالى في سورة (الحج) رقم [٤٠]: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. هذا؛ والمراد ب‍: (الأقدام) الذوات بتمامها، وعبّر بذلك؛ لأنّ الثبات، والتزلزل يظهران فيها، فهو من التعبير بالجزء عن الكل مجازا.

الإعراب: {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو، أو: أنادي. (أيها): منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بأداة النداء، و (ها): حرف تنبيه لا محلّ له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من (أيها)، وانظر الاية رقم [١٣] من سورة (الحجرات)، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {تَنْصُرُوا:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {يَنْصُرْكُمْ:} فعل مضارع جواب الشرط، والفاعل يعود إلى: {اللهَ،} والكاف مفعول به، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، و {إِنْ} ومدخولها كلام لا محلّ له؛ لأنه مبتدأ مثل الجملة الندائية قبله. {وَيُثَبِّتْ:} الواو: حرف عطف. (يثبت): مضارع معطوف على جواب الشرط مجزوم مثله، وانظر الاية رقم [٣٦] الاتية، وفاعله يعود إلى: {اللهَ}. {أَقْدامَكُمْ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>