للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كاد)، وجملة: {وَإِنْ كادُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {عَنِ الَّذِي:} متعلقان بما قبلهما. {أَوْحَيْنا:} فعل، وفاعل والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: عن الذي، أوحيناه. {إِلَيْكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {لِتَفْتَرِيَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (يفتنونك). {عَلَيْنا:} متعلقان بما قبلهما. {غَيْرَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَإِذاً:} الواو: حرف عطف. (إذا): حرف جواب وجزاء.

{لاتَّخَذُوكَ:} ماض، وفاعله، ومفعوله الأول. {خَلِيلاً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {لَيَفْتِنُونَكَ..}. إلخ، فهي في محل نصب مثلها. هذا؛ وقدر الجلال: لو فعلت ذلك لاتخذوك... إلخ. قال الجمل معلقا: إذا حرف جواب وجزاء يقدر بلو الشرطية كما فعل الشارح، وعبارة السمين: (إذا) حرف جواب وجزاء، ولهذا تقع أداة الشرط موقعها، وقوله: {لاتَّخَذُوكَ} جواب قسم محذوف، تقديره: والله لاتخذوك.

هذا؛ وقال ابن هشام في مغنيه: والأكثر أن تكون جوابا ل‍: «إن»، أو «لو» مقدرتين، أو ظاهرتين، فالأول: كقول كثير عزة: [الطويل]

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها... وأمكنني منها إذا لا أقيلها

هذا هو الشاهد رقم [١٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، وقول قريط بن أنيف: [البسيط]

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي... بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

إذا لقام بنصري معشر خشن... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا

هذا هو الشاهد رقم [٢٠] من الكتاب المذكور. هذا؛ وقال الفراء: حيث جاءت بعدها اللام، فقبلها لو مقدرة، إن لم تكن ظاهرة، وهذا هو القول الفصل. تأمل، وتدبر.

{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤)}

الشرح: {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ} أي: ولولا تثبيتنا إياك على الحق بحفظنا، ورعايتنا لك. {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ..}. إلخ: أي: لقاربت أن تميل إلى اتباع مرادهم، والمعنى: أنك كنت على صدد الركون إليهم لقوة خداعهم، وشدة احتيالهم، لكم أدركتك عنايتنا، فمنعت أن تقرب من الركون لما يريدون، فضلا عن أن تركن إليهم، وهو صريح في أنه صلّى الله عليه وسلّم ما همّ بإجابتهم مع قوة الداعي إليها، ودليل على أنّ العصمة بتوفيق الله، وحفظه، وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول بعد ذلك: «اللهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين». وانظر مبحث (كاد) في الآية السابقة. هذا؛ وفي ركن، يركن ثلاث لغات: من باب تعب، ومن باب قعد، ومن باب فتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>