الأوقات الفاضلة يضاعف ثوابه أضعافا مضاعفة، والعمل السيئ، يضاعف عقابه أضعافا مضاعفة، قال تعالى:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} الآية رقم [٣٦] من سورة (التوبة) ففي قوله تعالى: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} لفت نظر إلى ما ذكرت، والمكان المفضل كذلك، فالصلاة في المسجد يضاعف ثوابها، والمعصية يضاعف عقابها فيه.
فعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الصّلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة بمسجدي بألف صلاة، والصّلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة».
رواه الطبراني، وإذا فعل العبد معصية في أحد المساجد الثلاثة يضاعف عقابه، كما يضاعف الثواب له. افهم هذا، واحفظه فقلّ من يتعرض له، ويلفت النظر إليه، والله ولي التوفيق، والحمد له على كل حال.
الإعراب:{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلّهِ وَرَسُولِهِ:} انظر إعراب: {مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} في الآية السابقة فهو مثله بلا فارق. {وَتَعْمَلْ:} الواو: حرف عطف. (تعمل): معطوف على فعل الشرط: {يَقْنُتْ} فهو مجزوم مثله، والفاعل مستتر تقديره:«هي»، ويقرأ بالياء على معنى (من). {صالِحاً:} مفعول به، أو هو صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: تعمل عملا صالحا. {نُؤْتِها:} مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، و (ها): مفعول به أول. {أَجْرَها:} مفعول به ثان، و (ها): في محل جر بالإضافة. {مَرَّتَيْنِ:} نائب مفعول مطلق، أو هو ظرف زمان فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وخبر المبتدأ الذي هو (من)، يقال فيه ما قيل بسابقه. (أعتدنا):
فعل، وفاعل. {لَها:} متعلقان بما قبلهما. {رِزْقاً:} مفعول به. {كَرِيماً:} صفة له، وجملة:{وَأَعْتَدْنا..}. إلخ معطوفة على جملة {نُؤْتِها..}. إلخ لا محل لها.
الشرح:{يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ} أي: في الفضل، والشرف، والمنزلة، وعلو المكانة؛ بل أنتن أرفع من غيركن بكثير، كيف لا؟ وقد اعتبركن الله أمهات للمؤمنين في الاحترام، والتكريم، والتعظيم. {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} أي: إن خفتن الله، وراقبتنّه، فإن التقوى هي المقام الأكرم، والأجل عند الله تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ}. {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} أي: إذا كلمتن الرجال من وراء حجاب فلا تجئن بقولكنّ خاضعا، أي: لينا خنثا مثل كلام المريبات، ولا يمنع خصوص السبب التعميم؛ بل يعم كل امرأة مسلمة. هذا؛ وينبغي للمرأة