{فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً:} شديدا. وفي القرطبي: أي: ثقيلا شديدا، وضرب وبيل، وعذاب وبيل، أي: شديد. قاله ابن عباس ومجاهد، ومنه: مطر وابل، أي: شديد. قاله الأخفش. قال تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٦٥]: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ} وقيل:
{أَخْذاً وَبِيلاً:} أخذا مهلكا، والمعنى عاقبناه عقوبة غليظة، ومنه قول أرطاة بن سهية، وهو الشاهد رقم [٦٨٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]
أكلت بنيك أكل الضّبّ حتّى... وجدت مرارة الكلا الوبيل
وماء وبيل، أي: وخيم غير مريء، وكلأ مستوبل، وطعام وبيل، ومستوبل، إذا لم يمرئ، ولم يستمرأ. قال زهير في معلقته رقم [٣٨]: [الطويل]
فقضّوا منايا بينهم ثمّ أصدروا... إلى كلا مستوبل متوخّم
وقالت الخنساء: [الوافر]
لقد أكلت بجيلة يوم لاقت... فوارس مالك أكلا وبيلا
والوبيل أيضا: العصا الضخمة. قال الشاعر: [الطويل]
لو أصبح في يمنى يديّ زمامها... وفي كفّي الأخرى وبيل نحاذره
وكذلك الموبل بكسر الباء، والموبلة أيضا: الحزمة من الحطب. وكذلك الوبيل. قال طرفة في معلقته رقم [٩٦]: [الطويل]
فمرّت كهاة ذات خيف جلالة... عقيلة شيخ كالوبيل يلندد
الإعراب: {فَعَصى:} الفاء: حرف عطف. (عصى): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {فِرْعَوْنُ:} فاعله. {الرَّسُولَ:} مفعول، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:
{أَرْسَلْنا..}. إلخ فهي تؤول مثلها بالمصدر. (أخذناه): فعل، وفاعل، ومفعول به. {أَخْذاً:}
مفعول مطلق. {وَبِيلاً:} صفة له، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لها حكمها.
{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (١٧)}
الشرح: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ} أي: كيف لكم بالتقوى يوم القيامة؛ إن كفرتم في الدنيا؟! المعنى لا سبيل إلى التقوى؛ إذا وافيتم يوم القيامة. وقيل: المعنى: فكيف تتقون العذاب يوم القيامة؟ وبأي:
شيء تتحصنون من عذاب ذلك اليوم؟ وكيف تنجون منه إن كفرتم في الدنيا؟ انتهى. خازن. وقال الحسن البصري-رحمه الله تعالى-: أي: بأي صلاة تتقون العذاب؟ بأي صوم تتقون العذاب؟