للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو هو ضمير فصل لا محل له، وعليهما ف‍: {أُولُوا} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولُوا} مضاف، و {الْأَلْبابِ} مضاف إليه. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ و {أُولُوا} خبره؛ فالجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَأُولئِكَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النّارِ (١٩)}

الشرح: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ..}. إلخ: هذه الآية مثل قوله تعالى في سورة (ص) رقم [٨٤]، [٨٥] والمعنى هنا: أفمن وجبت له الشقاوة من الله تعالى، هل تقدر على هدايته، وسعادته؟ قال القرطبي: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يحرص على إيمان قومه، وقد سبقت لهم من الله الشقاوة، فنزلت هذه الآية. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: يريد أبا لهب، وولده، ومن تخلف من عشيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان. انتهى. هذا؛ وكرر الاستفهام لطول الكلام.

قال الزمخشري: نزّل استحقاقهم العذاب؛ وهم في الدنيا منزلة دخولهم النار؛ حتى نزّل اجتهاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكدّه نفسه في دعائهم إلى الإيمان منزلة إنقاذهم من النار. انتهى. وقال ابن هشام في المغني: وقال الزمخشري: إنهم جعلوا في النار الآن لتحقق الموعود به، ولا يلزم ما ذكره؛ لأنه لا يمتنع تقدير المستقبل، ولكن ما ذكره أبلغ، وأحسن. هذا، وقوله: {أَفَمَنْ} و {أَفَأَنْتَ} مثل (أفلا) في الآية رقم [١٥٥] من سورة (الصافات).

الإعراب: {أَفَمَنْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: حرف استئناف، أو هي عاطفة على محذوف. (من): فيها وجهان: أظهرهما: أنها موصولة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: كمن نجا، ونحوه، حذف لدلالة الجملة التالية عليه. والثاني:

أنها شرطية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، وجوابها الجملة الاسمية التالية. {حَقَّ:}

فعل ماض. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {كَلِمَةُ:} فاعله، و {كَلِمَةُ} مضاف، و {الْعَذابِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية صلة: {فَمَنْ} على اعتبارها موصولة، وفي محل جزم فعل شرطها على أنها شرطية. {أَفَأَنْتَ:} الهمزة: حرف استفهام مؤكد للأول، والجملة الفعلية على اعتبار الفاء عاطفة معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: أأنت تملك أمرهم فمن حق عليه العذاب فأنت تنقذه؟!. الفاء: حرف استئناف على اعتبار {فَمَنْ} موصولة، وواقعة في جوابها على اعتبارها شرطية. (أنت): مبتدأ. {تُنْقِذُ:} فعل مضارع، والفاعل تقديره: «أنت». {فَمَنْ:}

اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فِي النّارِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، التقدير: يلقى في النار، والجملة الاسمية مستأنفة على اعتبار {فَمَنْ} موصولة، وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>