للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». رواه البخاريّ، ومسلم. والأحاديث بهذا المعنى كثيرة مشهورة، ومسطورة.

الإعراب: {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. ({مَنْ}): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُهاجِرْ:} فعل مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى ({مَنْ}) تقديره: هو {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بما قبلهما. و {سَبِيلِ} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {يَجِدْ:} فعل مضارع جواب الشرط، والفاعل يعود إلى ({مَنْ}) أيضا، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جملة جواب الشرط، لم تقترن بالفاء، ولا ب‍ «إذا» الفجائية. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما. {مُراغَماً:}

مفعول به. {كَثِيراً:} صفة له. {وَسَعَةً:} معطوف على ما قبله، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه.

{وَمَنْ يَخْرُجْ:} مثل سابقه في إعرابه ومحلّه. {مِنْ بَيْتِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {مُهاجِراً:} حال من فاعل: {يَخْرُجْ} المستتر. {إِلَى اللهِ:} متعلقان ب‍ {مُهاجِراً؛} لأنّه اسم فاعل، وفاعله مستتر فيه. {وَرَسُولِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يُدْرِكْهُ:} فعل مضارع معطوف على فعل الشّرط، مجزوم مثله. وقرأ الحسن البصري بالنّصب على إضمار «أن». وقرأ النخعي، وغيره بالرّفع على إضمار مبتدأ، أي: ثم هو يدركه. والجملة الاسمية هذه معطوفة على الجملة الفعلية: {يَخْرُجْ..}.

إلخ، والهاء مفعول به. {الْمَوْتُ:} فاعله. {فَقَدْ:} الفاء: واقعة في جواب الشّرط. (قد):

حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {وَقَعَ:} فعل ماض. {أَجْرُهُ:} فاعله، والهاء في محل جرّ بالإضافة. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية: {فَقَدْ وَقَعَ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنّها لم تحل محل المفرد. وبقيّة الكلام مثل سابقه بلا فارق، وجملة: {وَكانَ اللهُ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (١٠١)}

الشرح: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} انظر الآية رقم [٩٤]. {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ:} إثم، ومؤاخذة.

{أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} أي: من أربع ركعات إلى ركعتين، وذلك في صلاة الظهر، والعصر، والعشاء. {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: يغتالكم، ويقتلكم الذين كفروا. {إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا} أي: ويكونون. {لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً:} انظر الآية رقم [٩١] و [٩٢]. وسبب نزول الآية ذكره ابن جرير عن عليّ-رضي الله عنه-قال: سأل قوم من بني النجار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: يا رسول الله! إنّا نضرب في الأرض، فكيف نصلّي؟ فأنزل الله عزّ وجل: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ..}. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>