للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {هُوَ:} مبتدأ. {إِلهٌ:} خبره. {واحِدٌ:} صفته، والجملة الاسمية تعليل للنهي، لا محل لها. {فَإِيّايَ:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [١] (إياي): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم لفعل محذوف، التقدير: فإياي ارهبوا، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك هو الواقع والصحيح فإياي ارهبوا. {فَارْهَبُونِ:} الفاء: حرف عطف. (ارهبون): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على المقدرة قبلها، لا محل لها مثلها. وقيل: مفسرة لها، وليس بشيء؛ لأن الفاء تمنع التفسير.

هذا؛ وإن اعتبرت الضمير (إياي) مفعولا مقدما للفعل المذكور بعده، واعتبرت الفاء زائدة، فهو وجه صحيح لا غبار عليه، ولا حذف، ولا تقدير، والله أعلم، وإليه المرجع والمصير.

{وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ (٥٢)}

الشرح: {وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: ولله ملك السموات والأرض وما فيهما خلقا وعبيدا وملكا. {وَلَهُ الدِّينُ واصِباً} أي: له العبادة، والطاعة، وإخلاص العمل دائما ثابتا، والواصب الدائم، قال تعالى: {وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ} قال ابن قتيبة: ليس من أحد يدان، ويطاع إلا انقطع ذلك لسبب في حال الحياة، أو بالموت إلا الحق سبحانه وتعالى، فإن طاعته واجبة أبدا؛ لأنه المنعم على عباده المالك لهم، فكانت طاعته واجبة ثابتة أبدا. هذا؛ وقيل: الوصب: التعب، والإعياء؛ أي: تجب طاعة الله؛ وإن تعب فيها العبد. {أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ:} هذا الاستفهام بمعنى: التعجب والإنكار؛ إذ المعنى كيف تتقون غيره، وتخافون سواه، وهو المالك لما ذكر، والمتصرف فيه؟! وانظر شرح {الدِّينُ} في الآية رقم [٤٠] من سورة (يوسف) عليه السّلام، وشرح (غير) في الآية رقم [٢] من سورة (الرعد).

الإعراب: (له): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {وَلَهُ ما فِي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، والجملة الاسمية:

{وَلَهُ الدِّينُ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {واصِباً:} حال من الضمير المستتر في متعلق الجار والمجرور، أعني: الخبر المحذوف. وقيل: حال من المبتدأ، وهو {الدِّينُ} وهذا لا يسوغ إلى على اعتباره فاعلا بالظرف على مذهب الأخفش، ومن يوافقه على عدم اشتراط الاعتماد على النفي، أو شبهه لعمله، وأما اعتباره مبتدأ؛ فلا يصح مجيء الحال منه؛ لأن الحال تبين هيئة فاعل، أو مفعول. وانظر الشاهد [١٣٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، إعراب شواهد مغني اللبيب. {أَفَغَيْرَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الفاء: حرف عطف

<<  <  ج: ص:  >  >>