للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {خالِدُونَ:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محلّ لها مثلها، فهي من جملة المخصوص بالذمّ.

{وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اِتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١)}

الشرح: {وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ..}. إلخ؛ قيل: المراد بهم: اليهود، فلو كانوا يؤمنون بالله، وبموسى، وبالتوراة؛ التي أنزلت إليه. وقيل: المراد: المنافقون اتّخذوا اليهود أنصارا، وأحبابا. فيكون المراد ب‍: {وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ} أي: القرآن؛ الذي أنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم. {وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ:} خارجون عن دينهم، أو هم مستمرّون في نفاقهم. وإنّما قال تعالى:

{كَثِيراً مِنْهُمْ} لأنّه علم: أنّ منهم من سيؤمن كعبد الله بن سلام، وأصحابه، وكذلك بعض المنافقين تاب من نفاقه.

هذا؛ و (النبيّ) يقرأ بالهمز، وبدونه مأخوذ من النبأ، وهو: الخبر، وقيل: مأخوذ من النبوة، وهي الارتفاع؛ لأنّ رتبة النّبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق، وانظر الآية رقم [١٦٤] من سورة (النساء) تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {وَلَوْ:} الواو: حرف استئناف. (لو): حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

{كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {يُؤْمِنُونَ:}

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {بِاللهِ:} متعلّقان به.

{وَالنَّبِيِّ:} معطوف على لفظ الجلالة، والجملة الفعلية في محل نصب خبر: {كانُوا،} والجملة الفعلية هذه لا محلّ لها؛ لأنّها ابتدائية. ويقال: لأنّها جملة شرط غير ظرفي. {وَما:}

اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر معطوفة على (الله والنبي).

{أُنْزِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (ما) وهو العائد، أو الرابط، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها. {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {ما:} نافية.

{اِتَّخَذُوهُمْ:} ماض، وفاعله، ومفعوله الأوّل. {أَوْلِياءَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية جواب (لو) لا محلّ لها، (لو) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له. {وَلكِنَّ:} الواو: حرف عطف. (لكنّ): حرف مشبّه بالفعل. {كَثِيراً:} اسم (لكنّ). {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلّقان ب‍: {كَثِيراً} أو بمحذوف صفة له. {فاسِقُونَ:} خبر (لكنّ) مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة على (لو) ومدخولها، لا محلّ لها أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>