للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠)}

الشرح: {وَقالُوا} أي: كفار مكة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. {لَوْلا:} هلا. {أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ} أي: مثل آيات الأنبياء، كما جاء صالح بالناقة، وموسى بالعصا، وعيسى بالمائدة، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والأبرص، وقرئ «(آية)» بالإفراد. {قُلْ} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {إِنَّمَا الْآياتُ:} المعجزات. {عِنْدَ اللهِ} أي: ينزلها على من يشاء؛ إذا شاء أنزلها عليّ، وليست عندي، فأملكها، فآتيكم بما تقترحونه. {وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ:} ليس من شأني إلا الإنذار وإبانته، بما أعطيت من الآيات.

الإعراب: {وَقالُوا:} الواو: حرف استئناف. (قالوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لَوْلا:} حرف تحضيض. {أُنْزِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول.

{عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {آياتٌ:} نائب الفاعل. {مِنْ رَبِّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {آياتٌ،} والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الفعلية: {لَوْلا أُنْزِلَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {إِنَّمَا:} كافة ومكفوفة. {الْآياتُ:} مبتدأ. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، و {عِنْدَ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {وَإِنَّما:} الواو: حرف عطف. (إنما): كافة ومكفوفة. {أَنَا:}

ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {نَذِيرٌ:} خبره. {مُبِينٌ:} صفة {نَذِيرٌ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١)}

الشرح: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنّا أَنْزَلْنا..}. إلخ: هذا جواب لقولهم في الآية السابقة: {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ} أي: أو لم يكف المشركين من الآيات هذا الكتاب المعجز الذي قد تحدّيتهم بأن يأتوا بمثله، أو بسورة منه، فعجزوا، ولو أتيتهم بآيات موسى وعيسى؛ لقالوا:

سحر ونحن لا نعرف السحر، والكلام مقدور لهم، ومع ذلك عجزوا عن المعارضة. وأيضا:

<<  <  ج: ص:  >  >>