للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْبَلَدِ}. قاله أبو حيان، وغيره. {بِهذَا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {حِلٌّ}. {الْبَلَدِ:} صفة، أو بدل، أو عطف بيان. {وَوالِدٍ:} الواو: حرف عطف. (والد): معطوف على {الْبَلَدِ}. {وَما:}

الواو: حرف عطف. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على {الْبَلَدِ} أيضا. {وَلَدَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (ما) والمفعول محذوف، وهو العائد، والجملة صلة: (ما) التقدير: والذي ولده.

{لَقَدْ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.

{خَلَقْنَا:} فعل، وفاعل. {الْإِنْسانَ:} مفعول به. {فِي كَبَدٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. وقال أبو البقاء. متعلقان بمحذوف حال؛ أي: مكابدا. والجملة الفعلية جواب القسم الأول، واعتبار الواوين الأخيرين للعطف أولى من اعتبارهما للقسم؛ لاحتياج كل واحد منهما إلى جواب، ولا جواب إلا للأول، كما ترى في أول سور كثيرة. ومثل ذلك قول أبي صخر الهذلي-وهو الشاهد رقم [٨٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]

أما والّذي أبكى وأضحك والّذي... أمات وأحيا والّذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى... أليفين منها لا يروعهما الذّعر

{أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧)}

الشرح: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ..}. إلخ: قال الكلبي: نزلت الآية في رجل من بني جمح، كان يقال له: أبو الأشد، اسمه: أسيد بن كلدة بن جمح، كان شديدا قويا، يضع الأديم العكاظي تحت قديمه، ويقول: من أزالني عنه، فله كذا، وكذا! فلا يطاق أن ينزع من تحت قدميه إلا قطعا، ويبقى من ذلك الأديم بقدر موضع قدميه، وكان من أعداء النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد مات على كفره، وكذلك كان ركانة بن هاشم بن عبد المطلب مثلا في البأس، والشدة، وقد أسلم-رضي الله عنه-. وانظر شرح (يحسب) في الآية رقم [٣] من سورة (القيامة).

{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً} أي: كثيرا مجتمعا، أنفقته في وجوه الخير. وكان كاذبا؛ حيث أنفقه في عداوة النبي صلّى الله عليه وسلّم وفي وجوه الشر، والطغيان، والفساد، والظلم، والعصيان، والسمعة، والرياء، وغير ذلك مما كان أهل الجاهلية يسمونه مكارم، ومعالي، ومفاخر. وقرئ {لُبَداً} بقراءات كثيرة، وهو من تلبّد الشّيء: إذا اجتمع. وانظر شرح الآية رقم [١٩] من سورة (الجن) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

{أَيَحْسَبُ} أي: الإنسان. {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} أي: بل علم الله-عز وجل-ذلك منه، فكان كاذبا في قوله: أهلكته، وأنفقته في وجوه الخير. ومن حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>