عليه، وجملة:{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {اُذْكُرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {نِعْمَةَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب: {نِعْمَةَ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق ب: {نِعْمَةَ،} أو هو متعلق بالفعل {اُذْكُرُوا} على أنه بدل اشتمال من {نِعْمَةَ،} ومثله قوله تعالى: {إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً} في الآية رقم [١٠٣] من سورة (آل عمران). {جاءَتْكُمْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والكاف مفعول به.
{جُنُودٌ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة:{إِذْ} إليها. (أرسلنا): فعل، وفاعل.
{عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {رِيحاً:} مفعول به. {وَجُنُوداً:} معطوف على ما قبله. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {تَرَوْها:} فعل مضارع مجزوم ب: {لَمْ} وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، و (ها): مفعول به، والفعل بصري، فاكتفى بمفعول واحد، والجملة الفعلية في محل نصب صفة:(جنودا)، وجملة:{فَأَرْسَلْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها. {وَكانَ:} الواو: حرف استئناف. (كان):
فعل ماض ناقص. {اللهِ:} اسمها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان ب: {بَصِيراً} بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها، صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير:
بالذي، أو بشيء تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: بصيرا بعملكم. {بَصِيراً:} خبر (كان)، وجملة:{وَكانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي معطوفة على ما قبلها، فتكون في محل جر أيضا. هذا؛ ويقرأ الفعل:
{تَعْمَلُونَ} بالياء، فيكون في الآية التفات من الخطاب إلى الغيبة، وهو مما يرجح الاستئناف.
الشرح:{إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ:} الخطاب للمسلمين الصادقين، وضمير الغيبة للمشركين:
قريش، وحلفائها. والمراد بالجاءين من فوق-أي: من أعلى الوادي من جهة المشرق-: بنو غطفان، وبنو أسد، وبنو فزارة. والمراد بالجاءين من أسفل-أي: من أسفل الوادي من جهة المغرب-: قريش وجاء أبو الأعور السلمي، ومعه حيي بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة؛ الذين نقضوا العهد، والميثاق مع النبي صلّى الله عليه وسلّم. هذا؛ والفعل:«جاء» يستعمل متعديا إذا كان بمعنى: وصل، وبلغ، كما هنا، ولازما: إذا كان بمعنى: حضر، وأقبل، كما في قوله تعالى:{إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}.