للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صادقين في ادّعائكم الإيمان بالله، فلله المنة عليكم، والكلام كله في محل نصب مقول القول أيضا.

{إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)}

الشرح: {إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} المعنى: أن الله عزّ وجلّ لا يخفى عليه شيء في السموات، والأرض؛ فكيف يخفى عليه حالكم؟! بل يعلم سركم، وعلانيتكم. {وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} أي: بصير بأعمالكم الظاهرة، والخفية، وعليم بجوارحكم الظاهرة، والباطنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {يَعْلَمُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى: {اللهَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ}. {غَيْبَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} الواو: حرف عطف. (الأرض): معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ، مستأنفة، أو مبتدأة، لا محلّ لها. (الله): مبتدأ.

{بَصِيرٌ:} خبره. {بِما:} متعلقان ب‍: {بَصِيرٌ،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بصير بالذي، أو بشيء تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان ب‍: {بَصِيرٌ} التقدير: بصير بعملكم، والجملة الاسمية: (الله...) إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.

تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم، وصلّى الله على سيّدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

انتهت سورة (الحجرات) بحمد الله وتوفيقه شرحا وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>