الشرح:{إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} المعنى: أن الله عزّ وجلّ لا يخفى عليه شيء في السموات، والأرض؛ فكيف يخفى عليه حالكم؟! بل يعلم سركم، وعلانيتكم. {وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} أي: بصير بأعمالكم الظاهرة، والخفية، وعليم بجوارحكم الظاهرة، والباطنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {يَعْلَمُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى:{اللهَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ}. {غَيْبَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {السَّماواتِ} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} الواو: حرف عطف. (الأرض): معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{إِنَّ اللهَ..}. إلخ، مستأنفة، أو مبتدأة، لا محلّ لها. (الله): مبتدأ.
{بَصِيرٌ:} خبره. {بِما:} متعلقان ب: {بَصِيرٌ،} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بصير بالذي، أو بشيء تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان ب:{بَصِيرٌ} التقدير: بصير بعملكم، والجملة الاسمية:(الله...) إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.
تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم، وصلّى الله على سيّدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
انتهت سورة (الحجرات) بحمد الله وتوفيقه شرحا وإعرابا.