والجزاء، ودخول الجنة والخلود فيها، أو دخول النار والخلود فيها، ومعنى {أَعْتَدْنا:} هيأنا لهم.
هذا؛ و (عذاب) اسم مصدر لا مصدر؛ لأن المصدر:«تعذيب»؛ لأن الفعل عذّب يعذّب بتشديد الذال فيهما. وقيل: هو مصدر على حذف الزوائد، مثل: سلام، وعطاء، ونبات ل:«سلّم»، و «أعطى» و «أنبت»، و {أَلِيماً:} بمعنى: مؤلم، وموجع. هذا؛ والتذكير في الآيتين لا يمنع دخول النساء في الوعد، والوعيد: فالكلام من باب التغليب، أو هنّ ملحقات بالرجال في الجانبين.
الإعراب:{وَأَنَّ:} الواو: حرف عطف، (أن): حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم (أنّ)، وجملة:{لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} صلة الموصول، لا محل لها. {أَعْتَدْنا:} فعل، وفاعل. {لَهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما.
{عَذاباً:} مفعول به. {أَلِيماً:} صفته، وجملة:{أَعْتَدْنا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر معطوف على المصدر المؤول السابق. فيكون داخلا في حيز البشارة، وفي ذلك تأويلان: أحدهما: أن المؤمنين بشروا ببشارتين: أجر كبير لهم على أعمالهم الصالحات، وتعذيب أعدائهم المكذبين باليوم الآخر، وما يتعلق به، والثاني: أن الكافرين بشّروا بعذاب أليم، وذلك على سبيل التهكم، والاستهزاء على حدّ قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ}[التوبة: ٤] وعلى هذا فالعطف عطف مفرد على مفرد. هذا؛ وبعضهم يقدر فعلا قبل المصدر؛ أي: ويخبر أن الذين لا يؤمنون... إلخ، وعليه فالعطف عطف جملة فعلية على مثلها.
الشرح:{وَيَدْعُ الْإِنْسانُ..}. إلخ: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له: اللهم أهلكه، ونحوه. {دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ} أي:
كدعائه ربه أن يهب له العافية من جميع أنواع البلاء، فلو استجاب الله له دعاءه على نفسه بالشر؛ لهلك، لكن بفضله لا يستجيب له في ذلك، وما أحراك أن تنظر ما ذكرته في الآية رقم [١١] من سورة (يونس) عليه السّلام. وانظر الآية رقم [٧] من سورة (الرّعد).
وقيل: نزلت الآية في النضر بن الحارث؛ الذي حدثتك عنه في الآية رقم [٣٢] من سورة (الأنفال). وقيل: دفع عليه الصلاة والسّلام أسيرا إلى زوجه سودة لتحرسه، فبات يئنّ، فرحمته لأنينه. فأرخت من كتافه، فلمّا نامت هرب، فأخبرت النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال:«قطع الله يديك». ثم ندم، فقال صلّى الله عليه وسلّم:«إنّي سألت الله تعالى أن يجعل دعائي على من لا يستحقّ من أهلي رحمة؛ لأنّي بشر أغضب، كما يغضب البشر».
{وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً} أي: طبعه العجلة، يسارع إلى كل ما يخطر بباله، لا ينظر إلى عاقبته.
وقيل: أشار به إلى آدم عليه السّلام حين نهض قبل أن تركّب فيه الروح على الكمال، قال ابن