للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصب اسمها، {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما على التنازع. {لَقَوِيٌّ:} اللام: هي المزحلقة. (قوي أمين): خبران ل‍ (إن)، والجملة الاسمية: (إني عليه...) إلخ في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍: {آتِيكَ،} والرابط: الواو، والضمير.

{قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠)}

الشرح: {قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ:} قيل: هو ملك بيده كتاب المقادير، أرسله الله عند قول العفريت. وقيل: هو جبريل عليه السّلام، والكتاب على هذا هو: اللوح المحفوظ. وقيل:

هو الخضر، وقيل: هو آصف بن برخيا، وهو الأصح، وعليه الجمهور، وكان عنده اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب. وإذا سئل به أعطى. روي: أنه صلى ركعتين، ثم قال لسليمان:

يا نبي الله! امدد بصرك، فمد بصره، نحو اليمن فإذا بالعرش، فما رد بصره إلا وهو عنده. وقيل:

هو سليمان نفسه، وعليه؛ فالخطاب في: {أَنَا آتِيكَ} للعفريت، وكأنه استبطأه، فقال له ذلك.

والمعتمد: أنه آصف، كما قدمت. فهو كرامة له، ومعجزة لسليمان، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام؛ لأن كرامة الولي معجزة لنبيه الذي كان سببا في هدايته إلى الدين القويم، وقد اختلف في الكيفية التي كان فيها إحضار العرش، فالله أعلم أي ذلك كان، فالتفويض أولى.

هذا؛ وقد قالت عائشة-رضي الله عنها-قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ اسم الله الأعظم الّذي دعا به آصف بن برخيا يا حيّ يا قيّوم». وقال الزهري: دعاء الذي عنده اسم الله الأعظم: يا إلهنا وإله كل شيء، إلها واحدا، لا إله إلا أنت ايتني بعرشها! فمثل بين يديه. وقال مجاهد: دعا، فقال:

يا إلهنا، وإله كل شيء، يا ذا الجلال والإكرام!.

{طَرْفُكَ:} الطرف: تحريك جفن العين إذا نظرت، فوضع موضع النظر، ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف في نحو قول الشاعر: [الطويل]

وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا... لقلبك يوما أتعبتك المناظر

رأيت الّذي لا كلّه أنت قادر... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وصف برد الطرف، ووصف الطرف بالارتداد، وقد يراد بالطرف: الجفن خاصة، كما في قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: [الطويل]

أشارت بطرف العين خيفة أهلها... إشارة مخزون، ولم تتكلّم

<<  <  ج: ص:  >  >>