للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: «متى عهدك بالحمّى؟». قال: ما أعرفها، قال: «فبالصّداع؟». قال: ما أدري ما هو، قال: «أفأصبت بمالك؟» قال: لا، قال: «أفرزئت بولدك؟». قال: لا، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله ليبغض العفريت النفريت، وهو الذي لا يرزأ».

{أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ} أي: من مجلسك للحكم، وكان يجلس إلى نصف النهار. {وَإِنِّي عَلَيْهِ} أي: على العرش. {لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} أي: قوي على حمله، أمين على ما فيه من الجواهر وغيرها، وكان هذا المارد مثل الجبل يضع قدمه عند منتهى طرفه، فقال سليمان: أريد أسرع من ذلك، عند ذلك {قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ..}. إلخ.

تنبيه: فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ عفريتا من الجنّ تفلّت عليّ البارحة؛ ليقطع عليّ الصّلاة، وإنّ الله أمكنني منه، فدعتّه». رواه البخاري، ومعنى «تفلّت»:

تعرض لي فلتة؛ أي: بغتة، ومعنى «دعته»: دفعته دفعا شديدا. وفي رواية قذعته؛ أي: خنقته.

وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد: أنه قال: «أسري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرأى عفريتا من الجنّ يطلبه بشعلة من نار، كلّما التفت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رآه، فقال جبريل عليه السّلام: أفلا أعلّمك كلمات تقولهنّ؛ إذا قلتهنّ؛ طفئت شعلته، وخرّ لفيه؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بلى، فقال: أعوذ بالله الكريم، وبكلمات الله التّامات الّتي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر من شرّ ما ينزل من السّماء، وشرّ ما يعرج فيها، وشرّ ما ذرأ في الأرض، وشرّ ما يخرج منها، ومن فتن اللّيل، والنّهار، ومن طوارق اللّيل، والنّهار، إلاّ طارقا يطرق بخير يا رحمن».

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {عِفْرِيتٌ:} فاعله. {مِنَ الْجِنِّ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {عِفْرِيتٌ}. {أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {آتِيكَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنا».

والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. هذا؛ ويحتمل أن يكون {آتِيكَ:} اسم فاعل، فهو خبر مفرد مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. وانظر مثله في الآية رقم [٩٥] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام.

{بِهِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {آتِيكَ} على الوجهين المعتبرين فيه. {قَبْلَ:} ظرف زمان متعلق به أيضا. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَقُومَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {مِنْ مَقامِكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. و {أَنْ} والفعل (تقوم) في تأويل مصدر في محل جر بإضافة: {قَبْلَ} إليه.

والجملة الاسمية: {أَنَا آتِيكَ} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَإِنِّي:} الواو: واو الحال. (إني): حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل

<<  <  ج: ص:  >  >>