الإعراب:{وَأَنْ:} الواو: حرف عطف. (أن): حرف مصدري ونصب. {أَتْلُوَا:} فعل مضارع منصوب ب: «أن»، والفاعل مستتر تقديره:«أنا»، والمصدر المؤول معطوف على ما قبله على جميع الوجوه المعتبرة فيه. {الْقُرْآنَ:} مفعول به. هذا؛ وعلى قراءة «(اتل)» فهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، الفاعل تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، والقول ومقوله في محل نصب حال من تاء الفاعل، وعلى قراءة «(أن أتل)» فتؤول أن مع فعل الأمر بمصدر معطوف على ما قبله. {فَمَنِ:} الفاء: حرف تفريع، واستئناف.
(من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {اِهْتَدى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) ومتعلقه محذوف. {فَإِنَّما:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إنما): كافة، ومكفوفة {يَهْتَدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (من) أيضا.
{لِنَفْسِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:
{فَإِنَّما..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه كما رأيت في الآية رقم [٨٩]. هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا؛ فهي مبتدأ، وجملة:{اِهْتَدى} صلة الموصول، وجملة:{فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} في محل رفع خبره، واقترنت بالفاء؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية:{فَمَنِ اهْتَدى..}. إلخ لا محل لها على الاعتبارين؛ لأنها مفرعة عما قبلها، ومستأنفة. {وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ} إعرابه مثل إعراب سابقه بلا فارق. (إنما): كافة، ومكفوفة. (أنا): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
{مِنَ الْمُنْذِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
الشرح:{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ:} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، أمره ربه أن يحمده على نعمة النبوة، أو على ما علّمه، ووفقه للعمل به. {سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها} أي: آياته الباهرة، ودلائله القاهرة، فتعرفون:
أنها آيات الله. قيل: هي يوم بدر، وهو ما أراهم فيه من القتل، والسبي، وضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم. وقيل: آياته في السموات، والأرض، وفي أنفسكم، وهو المعتمد، لقوله تعالى في الآية [٣٥] من سورة (فصلت): {سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} وقال تعالى في سورة (الذاريات): {وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}. وقيل: المراد بالآيات علامات الساعة التي ذكرتها في الآية رقم [٨٢] وليس بشيء، {وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ..}. إلخ: فيه تهديد، ووعيد لا يخفيان؛ إذ المعنى: فلا تحسبوا: أن تأخير العذاب لغفلة الله عنكم؛ والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. هذا؛ ويقرأ الفعل {تَعْمَلُونَ} بالتاء والياء، وهذا على الالتفات.