لِكَلِماتِهِ: لا أحد يبدل شيئا منها بما هو أصدق وأعدل أو لا أحد يقدر أن يحرفها، كما فعل بالتوراة، والإنجيل من التحريف، والتغيير، والتبديل والتزييف. {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ:} من دون الله. {مُلْتَحَداً:} ملجأ تلجأ إليه، وملاذا تلوذ به.
الإعراب: {وَاتْلُ:} الواو: حرف عطف. (اتل): أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت».
{ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {أُوحِيَ:}
ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى {ما،} وهو العائد، أو الرابط، والجملة الفعلية صلة {ما،} أو صفتها. {إِلَيْكَ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ كِتابِ:} متعلقان بمحذوف حال من نائب الفاعل المستتر، و (من) بيان لما أبهم في: (ما) و {كِتابِ:} مضاف، و {رَبِّكَ:} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {وَاتْلُ..}. إلخ معطوفة على جملة: {قُلِ..}. إلخ لا محل لها مثلها.
{لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». {مُبَدِّلَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب.
{لِكَلِماتِهِ:} متعلقان بمحذوف خبر {لا،} والجملة الاسمية: {لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ} في محل نصب حال من (ربك)، والرابط: الضمير فقط. {وَلَنْ:} الواو: حرف استئناف. (لن): حرف نفي ونصب، واستقبال. {تَجِدَ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {مِنْ دُونِهِ:}
متعلقان بما بعدهما، أو بمحذوف حال منه، كان صفة له... إلخ، والهاء في محل جر بالإضافة. {مُلْتَحَداً:} مفعول به، والجملة الفعلية: {وَلَنْ تَجِدَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَاِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاِتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (٢٨)}
الشرح: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ:} احبسها، وثبتها. وانظر (الصبر) في الآية رقم [٢٤ - من سورة (الرعد). وشرح {النَّفْسَ} في الآية رقم [٥٣] من سورة (يوسف) عليه السّلام. {مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ:} يعبدون ربهم، ويتضرعون إليه. {بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ} أي: طرفي النهار. وقيل: المراد:
صلاة العصر، والفجر. والأولى حملها على جميع أوقاتهم، بل وعلى كل الحالات. هذا؛ والعشي، ومثله: عشية، ويراد بهما الوقت من صلاة المغرب إلى العتمة، وهو قول الجوهري.
وقال: قلت: وقال الأزهري: العشي: ما بين زوال الشمس، وغروبها. انتهى. وهذا هو المعتمد.
والغداة: الضحوة الكبرى، وقد قوبل العشي بالإبكار في الآية رقم [٤١] من سورة (آل عمران) ومثلها الآية رقم [١١] من سورة (مريم) عليها السّلام، كما قوبل البكرة بالأصيل في الآية رقم [٥] من سورة (الفرقان) وانظر الآية رقم [١٦] من سورة (الرعد) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.