حد:{وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ}. {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً} أي: لا تستطيع ردّ الماء الغائر، وإلى هنا انتهت مناظرة المؤمن لأخيه الكافر. وانظر شرح {السَّماءِ} في الآية رقم [١٠] من سورة (النحل).
الإعراب:{أَوْ:} حرف عطف. {يُصْبِحَ:} معطوف على ما قبله منصوب مثله. {ماؤُها:}
اسم {يُصْبِحَ،} و (ها): في محل جر بالإضافة. {غَوْراً:} خبرها. {فَلَنْ:} الفاء: حرف عطف.
«أنت». {لَهُ:} متعلقان ب: {طَلَباً؛} لأنه مصدر، أو هما متعلقان بمحذوف حال منه، كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة، انظر الآية رقم [٩]. {طَلَباً:} مفعول به، ولعلك تدرك معي: أن الكلام من قوله: {لكِنَّا..}. إلخ إلى هنا كله من مقول المؤمن. تأمل، وتدبر.
الشرح:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ:} أهلك أمواله حسبما توقعه صاحبه، وأنذره منه، وهو مأخوذ من أحاط به العدو، فإنه إذا أحاط به غلبه، وإذا غلبه أهلكه، ونظيره أتى عليه: إذا أهلكه، من أتى عليهم العدو إذا جاءهم مستعليا عليهم، ففي الكلام استعارة تبعية بالفعل. وانظر شرح {ثَمَرٌ} وما فيه من قراءات في الآية رقم [٣٤]. {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ} أي: فصار الكافر يضرب إحدى يديه على الأخرى ندما، وتحسرا؛ لأن هذا يصدر من النادم. {عَلى ما أَنْفَقَ فِيها} أي: في عمارتها وزراعتها. {وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها} أي: ساقطة سقوفها. وقيل: إن أشجار العنب المعرشة سقطت عروشها على الأرض، ومثله في الآية رقم [٢٥٩] من سورة (البقرة). {وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ..}. إلخ: فقد تذكر موعظة أخيه المؤمن، وعلم: أنه أتي من جهة شركه وطغيانه، فتمنى أن لو لم يكن مشركا، وهذا ندم منه حين لا ينفعه الندم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَأُحِيطَ:} الواو: حرف استئناف. (أحيط): ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر يعود إلى مصدر الفعل، وأقوى منه تعليق {بِثَمَرِهِ} بنائب فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة. وقيل: معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فهلكت جنته بالصواعق وغور الماء، وأحيط بثمره بالهلاك أيضا. {فَأَصْبَحَ:} ماض ناقص، واسمه مستتر تقديره:«هو». {يُقَلِّبُ:} مضارع، وفاعله مستتر فيه. {كَفَّيْهِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَلى ما:} متعلقان بالفعل {يُقَلِّبُ} أو بمحذوف حال من فاعله المستتر، وجملة:{أَنْفَقَ فِيها} صلة الموصول، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: على الذي أنفقه فيها، وجملة:{فَأَصْبَحَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، والجملة الاسمية:{وَهِيَ خاوِيَةٌ} في محل نصب حال من الضمير المجرور