إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها، وخبر المبتدأ الذي هو {مَنَّ} مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط، وقيل: جملة الجواب، وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، هذا؛ وعلى اعتبار {مَنَّ} موصولة فهي مبتدأ؛ والجملة الفعلية بعدها صلتها، والجملة الاسمية:{فَإِنَّ اللهَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، وزيدت الفاء في خبر المبتدأ؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، وانظر ما ذكرته في الشرح، والجملة الاسمية على الاعتبارين في محل رفع خبر إن، والجملة الاسمية:{إِنَّهُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. هذا؛ وقال الفارسي: من موصولة، فلهذا أثبتت الياء في (يتقي) وإنها ضمنت معنى الشرط ولذلك دخلت الفاء في الخبر، وجزم يصبر على توهم معنى {مَنَّ}. انتهى.
الشرح:{قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا} أي: فضّلك الله علينا، واختارك بالعلم والحلم، والحكم والعقل والملك، وحسن الصورة، وكمال السيرة، والإيثار التفضيل {وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ} أي: يفضلون غيرهم على أنفسهم. {وَإِنْ كُنّا لَخاطِئِينَ} أي: والحال أننا كنا مذنبين بما فعلنا معك، ولذا أعزك الله بالملك، وأذلنا بالتمكن بين يديك، هذا؛ و (خاطئين) اسم فاعل من خطئ الثلاثي، ومخطئين من أخطأ الرباعي، والفرق بينهما أن يقال: خطئ خطأ إذا تعمد، وأخطأ إذا كان غير معتمد.
الإعراب:{قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا}: انظر إعراب مثل هذه الكلمات في الآية رقم [٧٣]. {وَإِنْ}: الواو: واو الحال. (إن): حرف مشبه بالفعل، مخفف من الثقيلة مهمل لا عمل له. {كُنّا}: ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمه. {لَخاطِئِينَ}: اللام: هي الفارقة بين النفي والإثبات وهي لازمة. (خاطئين): خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية:{وَإِنْ كُنّا..}.
إلخ في محل نصب حال من (نا) المجرورة محلاّ ب «على»، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} أي: لا تعيير ولا توبيخ، ولا لوم عليكم اليوم، وقال البيضاوي: لا تأنيب عليكم، تفعيل من الثرب، وهو الشحم الذي يغشى الكرش للإزالة كالتجليد، فاستعير للتقريع، الذي يمزق العرض، ويذهب ماء الوجه. {يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ..}. إلخ:
هذه جملة دعائية، بعد أن صفح عنهم دعا لهم بالمغفرة. {وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ}: فإنه يغفر الذنوب الصغائر والكبائر، ويتفضل على التائب بمنه وكرمه، هذا؛ ومن كرم يوسف على نبينا،