للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. (كن): فعل أمر ناقص، واسمه مستتر فيه تقديره: «أنت»، {مِنَ السّاجِدِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر: (كن)، وجملة: {وَكُنْ مِنَ السّاجِدِينَ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها.

{وَاُعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)}

الشرح: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ:} دم على عبادته في جميع الأوقات، وجميع الأحوال، وانظر شرح «العبادة» في الآية رقم [٦٢] من سورة (هود) عليه السّلام، وشرح: {رَبَّكُمْ} في الآية رقم [٣] منها. {حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أي: الموت، فإنه متيقن لحاقه كلّ حيّ مخلوق، وكان عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه-يقول: ما رأيت يقينا أشبه بالشّكّ من يقين النّاس بالموت: ثمّ لا يستعدّون له. هذا وروى البغوي بسنده عن جبير بن نفير عن أبي مسلم الخولاني: أنه سمعه يقول: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما أوحى الله إليّ أن أجمع المال، وأكون من التّاجرين، ولكن، أوحى إليّ أن سبّح بحمد ربّك، وكن من السّاجدين، واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين». والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: (اعبد): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {رَبَّكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {حَتّى:} حرف غاية، وجر. {يَأْتِيَكَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والكاف مفعول به.

{الْيَقِينُ:} فاعله: و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على الهادي، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

انتهت سورة (الحجر) بعونه تعالى تفسيرا وإعرابا.

والحمد لله رب العالمين

**

<<  <  ج: ص:  >  >>