لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. (كن): فعل أمر ناقص، واسمه مستتر فيه تقديره:«أنت»، {مِنَ السّاجِدِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر: (كن)، وجملة:{وَكُنْ مِنَ السّاجِدِينَ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها.
الشرح:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ:} دم على عبادته في جميع الأوقات، وجميع الأحوال، وانظر شرح «العبادة» في الآية رقم [٦٢] من سورة (هود) عليه السّلام، وشرح:{رَبَّكُمْ} في الآية رقم [٣] منها. {حَتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أي: الموت، فإنه متيقن لحاقه كلّ حيّ مخلوق، وكان عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه-يقول: ما رأيت يقينا أشبه بالشّكّ من يقين النّاس بالموت: ثمّ لا يستعدّون له. هذا وروى البغوي بسنده عن جبير بن نفير عن أبي مسلم الخولاني: أنه سمعه يقول: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما أوحى الله إليّ أن أجمع المال، وأكون من التّاجرين، ولكن، أوحى إليّ أن سبّح بحمد ربّك، وكن من السّاجدين، واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين». والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:(اعبد): أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {رَبَّكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {حَتّى:} حرف غاية، وجر. {يَأْتِيَكَ:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والكاف مفعول به.
{الْيَقِينُ:} فاعله: و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب:{حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على الهادي، وعلى آله، وصحبه، وسلم.