{أَوَلَوْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. الواو: حرف عطف. (لو) حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {الشَّيْطانُ:} اسم {كانَ}. {يَدْعُوهُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل يعود إلى الشيطان، والهاء في محل نصب مفعول به. {إِلى عَذابِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و {عَذابِ} مضاف، و {السَّعِيرِ} مضاف إليه، وجملة:{يَدْعُوهُمْ..}. إلخ في محل نصب خبر (كان) وجملة:
{كانَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب (لو) محذوف، تقديره: لا تبعوه. هذا؛ وقال الجمل تبعا للزمخشري: إن الجملة في محل نصب حال، وهذا يعني: أن (لو) وصلية، ولا تحتاج إلى جواب... ، ويكون تقدير الكلام: أيتبعونه، ولو كان الشيطان يدعوهم؟! أي: في حال دعاء الشيطان إياهم إلى العذاب. وهذا هو المعتمد.
هذا؛ ومثل هذه الآية في تركيبها، وإعرابها الآية رقم [١٧٠] من سورة (البقرة) ورقم [١٠٤] من سورة (المائدة)، ورقم [٤٣] من سورة الزمر.
الشرح {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ:} بأن أقبل بكليته عليه، وفوض أمره إليه، وأخلص عبادته، وقصده إليه. {وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي: في علمه؛ لأن العبادة من غير إحسان، ولا معرفة القلب لا تنفع، وفي حديث جبريل عليه الصلاة والسّلام، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك».
{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ:} تمسك، فالسين، والتاء ليستا للطلب. {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى:} العروة في الأصل موضع شدّ اليد، وأصل المادة تدل على التعلق، ومنه: عروته؛ إذا ألممت به متعلقا به، واعتراه الهم: تعلق به. والوثقى: تأنيث الأوثق، وهي للتفضيل، كفضلى تأنيث الأفضل. وفي الآية الكريمة تمثيل حال المتوكل على الله بحال من أراد أن يتدلى من شاهق، فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمون انقطاعه. {وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ} أي: صائرة إليه، فيجازي عليها، والمراد: أعمال العباد، مردها، ومصيرها إلى الله تعالى. هذا؛ وفي سورة (البقرة) قوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها}. أي لا انقطاع لها، فيكون المعنى: اعتصم بالعهد الأوثق، الذي لا يخلف عليه، ولا يخاف انقطاعه، ويرتقي بسببه إلى أعلى المراتب، وأسمى الغايات. هذا؛ وفي الآيتين استعارة تمثيلية، وتفصيلها ما ذكرته آنفا.
وقيل: هو تشبيه تمثيلي لذكر طرف التشبيه. هذا؛ وعاقبة كل شيء: نتيجته، وآخره. وقال القرطبي: فإن قلت: ما له عدّي: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ} هنا ب: {إِلَى،} وقد عدّي باللام