للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. (إن): حرف نفي. {مِنْ:} حرف جر صلة. {أُمَّةٍ:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاّ:} حرف حصر. {خَلا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر.

{فِيها:} متعلقان بما قبلهما. {نَذِيرٌ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، فلا محل لها على الوجهين.

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (٢٥)}

الشرح: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} أي: وإن يكذبك قومك يا محمد؛ فاصبر، وتأس بمن سبقك من الرسل. {فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: كذبوا رسلهم. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤] ففيها الكفاية. {جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ} أي: بالمعجزات الباهرات، والحجج الدامغات، والبراهين الساطعات، فكذبوهم، وآذوهم أشد الإيذاء، فلك يا محمد أسوة حسنة، وقدوة طيبة بهؤلاء الرسل الكرام. {وَبِالزُّبُرِ} أي: جاءوهم بالزبر، وهي الصحف المنزلة على الأنبياء، كصحف إبراهيم، وهي ثلاثون، وصحف موسى قبل التوراة، وهي عشرة، وكصحف شيث، وهي ستون، وصحف إدريس، وهي عشرة. فجملة الصحف مائة وعشرة، تضم لها الكتاب الأربعة: التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن. فجملة الكتاب المنزلة على الأنبياء مائة وأربعة عشر. {وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ} أي: الواضح، والمراد ب‍: (الكتاب) جنس الكتاب؛ إذ المراد:

التوراة، والإنجيل، والزبور. وقيل: المراد: الصحف والكتاب السماوية على إرادة التفصيل دون الجمع، ويجوز أن يراد بهما واحد، والعطف لتغاير الوصفين لاختلاف اللفظين. هذا؛ والآية الكريمة مذكورة في سورة (آل عمران) مع اختلاف في بعض ألفاظها.

الإعراب: {وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {يُكَذِّبُوكَ:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقَدْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كَذَّبَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

{مِنْ قَبْلِهِمْ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والمفعول محذوف، تقديره: رسلهم، والجملة الفعلية: {فَقَدْ كَذَّبَ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. هذا؛ وإن اعتبرت

<<  <  ج: ص:  >  >>