شرح هذه الآيات وإعرابها تقدم في الآيات رقم [٧٨] و [٧٩] و [٨٠] و [٨١] على هذا الترتيب فلا حاجة إلى إعادة شيء مما ذكرته هناك، ولا إلى الزيادة عليه. هذا؛ وأما (آل ياسين) بفتح الهمزة ومدها، فهو على الإضافة، ففيه وجهان: أحدهما: أن المراد: إلياس، ومن آمن معه فجمعوا معه تغليبا، كقولهم للمهلب، وقومه: المهلبون، وعليه فهو مجموع جمع السلامة بالياء والنون. والوجه الثاني: أن المراد بآل: إلياس، وبياسين: أبوه. وأما على قراءته بكسر الهمزة، والياء والنون؛ فقد جعلوه جمعا منسوبا إلى إلياسين، وإلياسين جمع إلياس، وهو جمع السلامة لكنّ الياء المشدودة في النسب حذفت منه، وأصله: الياسيّ، وتجمع فتقول: إلياسيّين، فالسلام على من نسب إلى إلياس من أمته، والسّلام في الوجه الأول على أهل ياسين، قال تعالى:{وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} في سورة (الشعراء) رقم [١٩٨] وأصله في النسب:
الأعجميّين بياء مشددة، ولكن حذفت لثقلها، وثقل الجمع. هذا؛ وقال ابن كثير: أي: إلياس، والعرب تلحق النون في أسماء كثيرة، وتبدلها من غيرها، كما تقول إسماعيل وإسماعين، وإسرائيل وإسرائين، وإلياس وإلياسين.
قال محمد علي الصابوني: وإنما ختم الآيات بعد ذكر كل رسول بالسلام عليه، وبهاتين الآيتين الكريمتين لبيان فضل الإحسان، والإيمان، وأن هؤلاء الرسل الكرام كانوا جميعا من المتصفين بهذه الصفات، فلذلك استحقوا التحية والسّلام، والذكر الحسن بين الأنام، صلوات الله، وسلامه عليهم أجمعين.
الشرح:{وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ:} تقدمت قصة لوط-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-مفصلة في سورة (الأعراف) وفي سورة (هود) وغيرهما. {إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ} أي:
أنجى الله لوطا-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-ومن معه من أهله، ولم يكن معه سوى ابنتيه، فلم يؤمن به أحد لقوله في سورة (هود): {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} فلم يوجد فيهم رجل رشيد يهتدي إلى الحق والصواب، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وانظر شرح (نا) برقم [٣٤] من سورة (يس).