والواو نائب فاعل، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي تسبك بمصدر، تقديرا، أي: وعلى إيذائهم. {حَتّى:} حرف غاية وجر تقدر بعدها «أن» مضمرة. {أَتاهُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. والهاء: في محل نصب مفعول به. {نَصْرُنا:}
فاعله، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، ومفعوله محذوف، التقدير:
نصرنا إياهم، وأن المضمرة بعد {حَتّى} والفعل أتى في تأويل مصدر في محل جر ب {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {كُذِّبَتْ،} وهو أولى من تعليقهما ب (صبروا)، أو ب (أوذوا).
{وَلا:} الواو، واو الحال. (لا): نافية للجنس تعمل عمل «إن». {مُبَدِّلَ:} اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب. {لِكَلِماتِ:} متعلقان بمحذوف خبر (لا). وانظر إعراب فلا كاشف له في الآية رقم [١٧] و (كلمات) مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية ولا مبدل... إلخ.
في محل نصب حال من:{نَصْرُنا،} والرابط الواو فقط، أو هي مستأنفة لا محل لها، وهو الأقوى فيما يظهر. {وَلَقَدْ جاءَكَ:} هو مثل سابقة في إعرابه وفي محله، وفاعل (جاء) مضمر فيه، فقيل:
تقديره: المجيء، وقيل: تقديره: النبأ، فيكون الجار والمجرور:{مِنْ نَبَإِ} متعلقين بمحذوف حال من الفاعل المستتر، وأجاز الأخفش اعتبار «من» زائدة، والفاعل {نَبَإِ،} وسيبويه لا يجيز زيادة {مِنْ} في الواجب، هذا؛ وقد قال الجمل: الجار والمجرور في محل رفع على أنه فاعل، أما باعتبار مضمونه، أي: بعض نبأ المرسلين، أو بتقدير الموصوف، أي: بعض من نبأ المرسلين، و {نَبَإِ:} مضاف، و {الْمُرْسَلِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
الشرح:{كَبُرَ عَلَيْكَ:} عظم وشق عليك. {إِعْراضُهُمْ} أي: عنك وعن الإيمان بما جئت به. {اِسْتَطَعْتَ:} قدرت. {تَبْتَغِيَ:} تطلب. {نَفَقاً:} هو سرب في الأرض يخلص منه إلى مكان آخر، وأصله في حجرة اليربوع، ومنه: النافقاء والقاصعاء، وفي هذه الأيام يشق نفق تحت الجبال يكون طريقا عامّا. {سُلَّماً:} السلم: الدرج يصعد عليه إلى الأعلى، وهو مشتق من السلامة، قالوا: لأنه يسلم به إلى المكان الذي يريد الارتقاء إليه. {فَتَأْتِيَهُمْ:} انظر (أتى) في الآية رقم [٤]. {بِآيَةٍ:} انظر الآية رقم [٤]. {شاءَ:} انظر الآية رقم [٥/ ١٨]. {اللهُ:} انظر الاستعاذة. {الْجاهِلِينَ:} جمع: جاهل، وهو الذي يجهل ما يتعلق به من المكروه والمضرة، ومن حق الحكيم أن لا يقدم على شيء حتى يعلم كيفيته وحاله، ولا يشتري الحلم بالجهل، ولا الأناة بالطيش، ولا الرفق بالخرق، كما قال أبو ذؤيب الهذلي:[الطويل]