للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {مِنّا}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {تَسْخَرُوا مِنّا} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَإِنّا}: الفاء واقعة في جواب الشرط. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و «نا»: اسمه، وحذفت نونها، وبقيت ألفها، وجملة: {نَسْخَرُ مِنْكُمْ} في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: (إنا...) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها على المعتمد. {كَما} الكاف: حرف تشبيه وجر. و (ما):

مصدرية. {تَسْخَرُونَ}: فعل وفاعل، والمتعلق محذوف، التقدير: كما تسخرون منا، و (ما) المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، واقع مفعولا مطلقا، التقدير: فإنا نسخر منكم سخرية كائنة مثل سخريتكم بنا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.

{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٩)}

الشرح: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}: تهديد ووعيد، والفعل يحتمل أن يكون من «العلم»، وأن يكون من المعرفة. {مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ}: يذله، ويهينه، والمراد به: عذاب الدنيا. {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ}: المراد به عذاب الآخرة؛ الذي لا ينقطع، وهو عذاب النار.

الإعراب: {فَسَوْفَ}: الفاء: حرف استئناف. (سوف): حرف استقبال. {تَعْلَمُونَ}:

مضارع مرفوع... إلخ، والواو: فاعله. {مَنْ}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول إن كان الفعل من العلم، والثاني محذوف، واعتباره من المعرفة هنا أولى.

تأمل. و {مَنْ} تحتمل أن تكون استفهامية مبتدأ، التقدير: أينا يأتيه العذاب؟ وجملة: {يَأْتِيهِ عَذابٌ} صلة {مَنْ} على اعتبارها موصولة، وفي محل رفع خبرها على اعتبارها استفهامية مبتدأ؛ وعليه يكون الفعل {تَعْلَمُونَ} معلقا عن العمل، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعوله، أو مفعوليه حسب ما رأيت، وجملة: {يُخْزِيهِ} في محل رفع صفة عذاب، وجملة:

{وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. تأمل.

{حَتّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا اِحْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ (٤٠)}

الشرح: {جاءَ أَمْرُنا} أي: بإهلاكهم وعذابهم. {وَفارَ التَّنُّورُ}: نبع الماء فيه وارتفع كالقدر تفور، والتنور: تنور الخبز، ابتدع منه الينبوع على خرق العادة، وكان في الكوفة في موضع

<<  <  ج: ص:  >  >>