للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الشيطان، والمعنى والذين هم بسبب الشيطان مشركون، وذلك بوسوسته، وإغوائه، وإضلاله، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {سُلْطانُهُ:} مبتدأ. والهاء: في محل جر بالإضافة.

{عَلَى الَّذِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {يَتَوَلَّوْنَهُ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. (الذين): معطوف على سابقه، فهو مبني على الفتح في محل جر مثله. {هُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بِهِ:} متعلقان بما بعدهما. {مُشْرِكُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} صلة الموصول، والجملة الاسمية: {إِنَّما سُلْطانُهُ..}.

إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١)}

الشرح: {وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ:} وهذا التبديل يكون بالنسخ حيث يجعل الله الآية الناسخة مكان الآية المنسوخة لفظا، أو حكما. {وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ} أي: الله أعلم بما ينزل من الناسخ، وبما هو أصلح لخلقه، فلعل ما يكون مصلحة في وقت، يصير مفسدة في وقت بعده فينسخه، وما لا يكون فيه مصلحة حينئذ، يكون مصلحة الآن، فيثبته مكانه، وهذا نوع توبيخ، وتقريع للكفار على قولهم للنبي صلّى الله عليه وسلّم، كما حكى الله عنه: {قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ} أي:

مختلق ومتقوّل على الله. {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ:} حكمة الله في أحكامه من ناسخ ومنسوخ، ولا يميزون الخطأ من الصواب. هذا؛ وذكر الأكثر: إما لأنّ بعضهم لم يعرف الحق لنقصان عقله، أو لتقصير في النظر، أو لم تقم عليه الحجة؛ لأنه لم يبلغ حد التكليف، أو؛ لأنه يقام مقام الكل.

تنبيه: نزلت الآية الكريمة حين قال المشركون من أهل مكة: إن محمدا يسخر بأصحابه، يأمرهم اليوم بأمر، وينهاهم عنه غدا، ما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه، وإن أردت بيان النسخ وشرحه انظر الآية رقم [١٠٦] من سورة (البقرة). هذا؛ وانظر شرح: {آيَةً} في الآية رقم [١] من سورة (الحجر)، وإعلال {مُفْتَرٍ} مثل إعلال {ناجٍ} في الآية رقم [٤٢] من سورة (يوسف) عليه السّلام، ولا تنس: أنّ {أَعْلَمُ} ليس على بابه، وإنما هو بمعنى: عالم؛ لأنه تعالى لا يشركه أحد في علم، ولا في قدرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>