للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَالَّذِينَ:} الواو: حرف عطف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {كَفَرُوا:} ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب (قالوا) في الآية رقم [٢٧] من سورة (مريم) عليهاالسّلام، والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، والتي بعدها معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {بِآياتِنا:}

متعلقان بما قبلهما. و (نا): في محل جر بالإضافة. {فَأُولئِكَ:} الفاء: صلة، وزيدت في خبر الموصول؛ لأنه يشبه الشرط في العموم. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:}

مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. هذا؛ ويجوز اعتبار: {لَهُمْ} متعلقين بمحذوف خبر المبتدأ (أولئك)، ويكون {عَذابٌ} فاعلا بالخبر المحذوف. {مُهِينٌ:} صفة {عَذابٌ،} والجملة الاسمية: (أولئك...) إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:

(الذين...) إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ (٥٨)}

الشرح: {وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} أي: فارقوا أوطانهم، وعشائرهم في طاعة الله، وطلب مرضاته، وذلك بسبب مضايقة الكفار لهم، كالذي حصل من كفار مكة للمسلمين المستضعفين قبل فتح مكة. هذا؛ وقد سمى الله الجهاد في سبيله هجرة أيضا، وهناك هجرة ثالثة، وهي هجرة جميع المعاصي، والابتعاد عنها. فقد قال الرسول المعظم صلّى الله عليه وسلّم من حديث طويل: «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه». وانظر الآية رقم [٩٧] من سورة (النساء) إن أردت الزيادة.

{ثُمَّ قُتِلُوا:} في قتالهم مع الكفار. {أَوْ ماتُوا:} في بيوتهم، وعلى فرشهم. {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً} أي: لا ينقطع أبدا، وهو رزق الجنة؛ لأن فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وإنما سوى سبحانه وتعالى بين من قتل في الجهاد، وبين من مات في بيته في الوعد لا ستوائهما في القصد، والنية الحسنة، وهي نصرة هذا الدين، وإعلاء كلمته. هذا؛ وانظر شرح (رزق كريم) في الآية رقم [٥٠].

وسبب نزول هذه الآية الكريمة: أنه لما مات بالمدينة عثمان بن مظعون، وأبو سلمة بن عبد الأسد-رضي الله عنهما-قال بعض المسلمين: من قتل في سبيل الله أفضل ممن مات حتف أنفه، فنزلت هذه الآية مسوية بينهم في الأجر والثواب، وحسن الماب، وأن الله يرزق جميعهم رزقا حسنا. {وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ:} أعظم، وأكرم الرازقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>