للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون خبرا ثانيا ل‍: {إِنَّ،} ويجوز أن يكون بدلا من اسم: {إِنَّ} على المحل. هذا؛ وقرئ بنصبه على أنه بدل من: {ذلِكَ،} وقال الزمخشري: نعت لاسم الإشارة، ورده ابن هشام في المغني، و {تَخاصُمُ} مضاف، و {أَهْلِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، و {أَهْلِ} مضاف، و {النّارِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية: {إِنَّ ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ (٦٥)}

الشرح: {قُلْ:} هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. والمعنى: قل يا محمد لأهل مكة: إنما أنا منذر:

أي: ما أنا إلا رسول منذر، أنذركم عذاب الله، وغضبه، وعقابه، لا ساحر، ولا شاعر، ولا كاهن، كما ادعيتم، وافتريتم. {وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ} أي: لا يوجد في هذا الكون إله يستحق العبادة إلا الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، القهار لعباده الطاغين.

هذا؛ و (الله) علم على الذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد، وهو اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وإنما تخلفت الإجابة في بعض الأحيان عند الدعاء به؛ لتخلف شروط الإجابة؛ التي أعظمها أكل الحلال. ولم يسم به أحد سواه. قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: هل أحد تسمى: الله غير الله؟ وقد ذكر في القرآن الكريم في ألفين، وثلاثمئة وستين موضعا.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنَّما:} كافة ومكفوفة. {أَنَا مُنْذِرٌ:} مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {مِنْ:} حرف جر صلة. {إِلهٍ:} مبتدأ سوغ الابتداء به النفي قبله، فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {إِلاَّ:} حرف حصر. {اللهُ:} خبر المبتدأ. {الْواحِدُ الْقَهّارُ:} بدل من لفظ الجلالة.

وقيل: صفة له، والجملة الاسمية: {وَما مِنْ إِلهٍ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي مثلها في محل نصب مقول القول، والحالية ممكنة. تأمل.

{رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفّارُ (٦٦)}

الشرح: انظر الآية رقم [٥] من سورة (الصافات). ومعنى {الْعَزِيزُ:} القوي الغالب على أمره؛ الذي لا يغلبه شيء في الأرض، ولا في السماء. {الْغَفّارُ:} لذنوب عباده، الستار لعيوبهم؛ الذي يغفر ما يشاء لمن يشاء. وفي هذه الأوصاف تقرير للتوحيد، ووعد، ووعيد للموحدين، والمشركين، وعظة نافعة للمؤمنين، وما يتذكر إلا أولو الألباب فكونه ربّا يشعر بالتربية، والإحسان، والكرم، والجود، وكونه غفارا يشعر بأنه يغفر الذنوب؛ وإن عظمت،

<<  <  ج: ص:  >  >>