للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بما بعدهما، وجملة: «تأكلون منها» معطوفة على ما قبلها أيضا. {وَعَلَيْها:} الواو: حرف عطف. (عليها): متعلقان بما بعدهما. (على الفلك): معطوفان على ما قبلهما، وهما متعلقان بالفعل بعدهما حكما. {تُحْمَلُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها أيضا.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣)}

الشرح: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ:} هذا شروع في خمس قصص: الأولى: قصة نوح، هذا أولها، والثانية: قصة هود، عليه السّلام. وانظر تفصيل ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى.

هذا؛ وقد ذكرت قصة نوح-على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وسلام في سورة (الأعراف)، وسورة (هود) مفصلة تفصيلا كافيا، وسأعود إلى تفصيلها ثانية في سورة (الشعراء) إن شاء الله تعالى. هذا؛ و (قوم) اسم جمع لا واحد له من لفظه، مثل: رهط، ومعشر، وهو يطلق على الرجال دون النساء بدليل قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} وقال زهير بن أبي سلمى المزني: [الوافر]

وما أدري وسوف إخال أدري... أقوم آل حصن أم نساء؟

وربما دخل فيه النساء على سبيل التبع للرجال، كما في إرسال الرسل لأقوامهم؛ إذ إنّ كل لفظ «قوم» في القرآن الكريم، إنما يراد به الرجال، والنساء جميعا. هذا؛ ولفظ (قوم) يذكر، ويؤنث؛ قال تعالى في سورة (الشعراء) الآية رقم [١٠٥]: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ،} وانظر شرح (التقوى) في الآية رقم [١] من سورة (الحج)، ومعنى {تَتَّقُونَ} أفلا تخافون أن يزيل الله عنكم نعمه، فيهلككم، ويعذبكم بإعراضكم عن عبادته، وإقبالكم على عبادة غيره، وكفرانكم نعمه؛ التي لا تعد، ولا تحصى.

الإعراب: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً:} انظر إعراب مثل هذه الكلمات في الآية رقم [١٢] فهو مثله بلا فارق، والكلام مستأنف لا محل له. {إِلى قَوْمِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من نوحا، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَقالَ:} الفاء: حرف عطف. (قال):

ماض، وفاعله يعود إلى (نوح). (يا): أداة نداء تنوب مناب «أدعو». (قوم): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، وحذف الياء هذه إنما هو بالنداء خاصة؛ لأنه لا لبس فيه، ومنهم من يثبت الياء ساكنة، فيقول: يا قومي. ومنهم من يثبتها، ويحركها بالفتحة، فيقول: يا قومي. ومنهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>