(قال...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {قَدْ}: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.
{شَغَفَها}: ماض، والفاعل يعود إلى {فَتاها،} و (ها): مفعول به. {حُبًّا}: تمييز محول عن الفاعل، فإن الأصل: قد شغفها حبه، وجملة:{قَدْ شَغَفَها حُبًّا} يجوز أن تكون في محل رفع خبر ثان للمبتدإ، وأن تكون في محل نصب حال من الفاعل، أو من المفعول، وأن تكون مستأنفة لا محل لها. {إِنّا}: حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، وحذفت النون، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَنَراها}: اللام: هي المزحلقة. (نراها): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، والهاء: مفعول به، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). {فِي ضَلالٍ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {مُبِينٍ}: صفة: {ضَلالٍ... ،} والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ في محل نصب مقول القول.
الشرح:{فَلَمّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}: فلما سمعت زليخا بغيبة النسوة إياها، وذمها، وقيل: إنها أطلعتهن على سرها فأفشينه، فسمى الله ذلك مكرا. {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ}: قيل: صنعت وليمة عظيمة، ودعت إليها أربعين امرأة من أشراف مدينتها فيهن الخمس اللاتي تكلمن فيها، وقد أرادت أن تقيم عذرها عندهن في محبة يوسف عليه السّلام. {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} أي: ووضعت لهن نمارق ووسائد يتكئن عليها، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-وغيره: يعني طعاما، وإنما سمي الطعام متكأ؛ لأن كل من دعوته ليطعم عندك، فقد أعددت له وسائد يجلس، ويتكئ عليها، فسمى الطعام متكأ على الاستعارة؛ ولذلك جاء النهي عنه في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:«لا آكل متكئا».
وقال بعضهم: إنه الأترجّ وعسل يؤكل به، قال جميل بن معمر العذري:[الخفيف]
فظللنا بنعمة واتّكأنا... وشربنا الحلال من قلله
قيل: إنها طلبت النسوة، فأتين على كره منهن، وقد قال فيهن أمية بن أبي الصلت:[مخلع البسيط]
حتى إذا جئنها قسرا م... هّدت لهنّ أنضادا وكبابا
هذا؛ وقد قرئ:{مُتَّكَأً} بقراءات مختلفة. {وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً}: أعطت كل واحدة من النسوة سكينا؛ لتقطع بها الطعام، كما هو عادة المترفين، والسكين تؤنث، وتذكر، والثاني رجحه الأصمعي. {وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}: وكان يخاف من مخالفتها، فخرج عليهن فجأة، وهن يحاولن قطع الطعام، وكانت قد زينته بأكمل زينة، وعطرته. {فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}: لما رأى