للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدرية. {أَهْلَكْنَا:} فعل، وفاعل. {الْقُرُونَ:} مفعول به. {الْأُولى:} صفة له منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، و {ما} والفعل: {أَهْلَكْنَا} في تأويل مصدر في محل جر بإضافة (بعد) إليه، والتقدير: من بعد إهلاكنا القرون الأولى. {بَصائِرَ:} حال من {الْكِتابَ}. وقال أبو البقاء: مفعول لأجله. {لِلنّاسِ:} متعلقان ب‍ {بَصائِرَ}. (هدى):

معطوف عليه منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها، (رحمة): معطوف على ما قبله، وحذف متعلقهما لدلالة ما قبله عليه؛ إذ التقدير: هدى للناس، ورحمة للناس. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه، وجملة: {يَتَذَكَّرُونَ} في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مفيدة للتعليل لا محل لها، وجملة {(لَقَدْ آتَيْنا...)} إلخ جواب القسم المقدر لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. وانظر الآية رقم [٢٣] من سورة (السجدة)، ففيها فضل بيان.

{وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ (٤٤)}

الشرح: {وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ:} يريد الوادي، أو الطور، الذي خاطب موسى بجانبه، فإنه كان في الجهة الغربية من مقام موسى، أو: الجانب الغربي منه، ولكن حول عن ذلك، وجعل صفة لمحذوف، التقدير: بجانب المكان الغربي، والخطاب لسيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم، أي: ما كنت حاضرا. {إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ} أي: وقت كلفناه أمرنا، ونهينا، وألزمناه عهدنا. {وَما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ} أي: الحاضرين ذلك المقام؛ الذي أوحينا إلى موسى فيه، فتعرفه من ذات نفسك.

وهذا شروع في بيان: أن إنزال القرآن واقع في زمان شدة الحاجة إليه ببيان: أن الوقوف على هذه الأحوال لم يحصل لك بالمشاهدة، أو بالتعلم ممن شاهدها، فوجب أن يكون بوحي من الله تعالى. انتهى. جمل. نقلا من أبي السعود. والمراد من الآية: الدلالة على أن إخباره عن ذلك إنما هو من قبيل الإخبار عن المغيبات التي لا تعرف إلا بالوحي.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {بِجانِبِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر (كان) و (جانب) مضاف، و {الْغَرْبِيِّ} مضاف إليه، وهو على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، كما رأيت في الشرح. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بما تعلق به {بِجانِبِ}. {قَضَيْنا:} فعل ماض، وفاعله. {إِلى مُوسَى:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {الْأَمْرَ:} مفعول به، وجملة: {قَضَيْنا..}.

إلخ في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها، وجملة: {وَما كُنْتَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وجملة:

{وَما كُنْتَ مِنَ الشّاهِدِينَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها، وإعرابها مثلها بلا فارق.

<<  <  ج: ص:  >  >>