للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس، ويحفظ العقل. {وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ:} على عالمي زمانهم كما رأيت في الآية رقم [٣٢] من سورة (الدخان).

الإعراب: {وَلَقَدْ آتَيْنا:} انظر الآية رقم [٤٦] من سورة (الزخرف). {بَنِي:} مفعول به أول منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {بَنِي} مضاف، و {إِسْرائِيلَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {الْكِتابَ:} مفعول به ثان. {وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ:} معطوفان على ما قبلهما، وجملة: {وَلَقَدْ آتَيْنا..}. إلخ جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {وَرَزَقْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. {مِنَ الطَّيِّباتِ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَفَضَّلْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {عَلَى الْعالَمِينَ:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اِخْتَلَفُوا إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧)}

الشرح: {وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: يعني: أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشواهد نبوته بأنه يهاجر من تهامة إلى يثرب، وينصره أهل يثرب. وقيل: بينات الأمر:

شرائع واضحات في الحلال، والحرام، ومعجزات باهرات. {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاّ مِنْ بَعْدِ..}. إلخ:

أي: اليهود، والنصارى، أو أرباب الكتب المتقدمة، اختلفوا في أمر الإسلام، فقال قوم: إنه حق، وقال قوم: إنه مخصوص بالعرب، ونفاه آخرون مطلقا، أو اختلفوا في التوحيد، فثلثت النصارى، وقالت اليهود: عزير ابن الله. وقيل: هم قوم موسى اختلفوا بعده. وقيل: هم النصارى اختلفوا في أمر عيسى على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ} أي:

بعد ما علموا حقيقة الأمر، وتمكنوا من العلم بها؛ أي: بالحجج الدامغات، والآيات البينات.

{بَغْياً بَيْنَهُمْ:} حسدا، وظلما وطلبا للرياسة، وقتلوا الأنبياء، فكذا مشركو عصرك يا محمد قد جاءتهم البينات، ولكن أعرضوا عنها للمنافسة في الرياسة. {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ..}.

إلخ: أي: يحكم، ويفصل بينهم، فيثيب الطائع، ويعاقب العاصي، فيدخل من آمن بمحمد صلّى الله عليه وسلّم الجنة، ويدخل من كفر به، وجحد نبوته النار.

هذا؛ و (بين) ظرف مكان بمعنى: وسط بسكون السين، لا يدخل إلا بين متعدد لفظا وحكما، تقول: جلست بين القوم، كما تقول: جلست وسط القوم. هذا؛ والبين: الفراق،

<<  <  ج: ص:  >  >>