للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَيُمْدِدْكُمْ:} الواو: حرف عطف. (يمددكم): معطوف على يرسل، والفاعل يعود إلى {رَبَّكُمْ}. والكاف مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {بِأَمْوالٍ:} متعلقان بما قبلهما.

{وَبَنِينَ:} الواو: حرف عطف. (بنين): معطوف على ما قبله مجرور مثله، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. {وَيَجْعَلْ:} معطوف على ما قبله إفرادا وجملة. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {جَنّاتٍ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، {وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً} مثل سابقه.

{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (١٤)}

الشرح: {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أي: مالكم لا ترون لله عظمة. وقيل: معناه ما لكم لا تعرفون لله حقا، ولا تشكرون له نعمة؟! وقيل: معناه: ما لكم لا ترجون في عبادة الله ثوابا، ولا على توقيركم إياه أجرا، وخيرا؟! وقيل: معناه: ما لكم لا تخافون عظمة الله؟! فالرجاء بمعنى الخوف، والوقار: العظمة، من التوقير، وهو التعظيم. هذا؛ ووقوع الرجاء بمعنى الخوف مستعمل في اللغة العربية، قال تعالى في سورة (الفرقان) رقم [٢١]:

{وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا..}. إلخ. وهي لغة تهامة، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي في صفة عسّال، أي: الذي يقطف عسل النحل: [الطويل]

إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها... وخالفها في بيت نوب عواسل

وقال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد، أي: النفي. كقوله تعالى في هذه الآية. وقال بعضهم: بل يقع في كل موضع دل عليه المعنى. وهو المعتمد. هذا؛ وأصل الرجاء الأمل في الشيء، والطماعية فيه. قال الشاعر: [الوافر]

أترجو أمّة قتلت حسينا... شفاعة جدّه يوم الحساب

وقال خبيب بن عدي-رضي الله عنه، وأرضاه-: [الطويل]

لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما... على أيّ جنب كان في الله مصرعي؟!

{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً} أي: جعل لكم في أنفسكم آية تدل على قدرته، وعظمته. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: {أَطْواراً} يعني: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة؛ أي: طورا بعد طور إلى تمام الخلق، كما ذكر الله تعالى في آية (الحج) رقم [٥] وآية (المؤمنون) رقم [١٤]. والطور في اللغة:

المرة. وقيل: المراد: مراحل الحياة من طفولة إلى شباب، إلى كهولة، إلى شيوخ، وضعفاء.

وقيل: {أَطْواراً} أي: أنواعا: صحيحا، وسقيما، وبصيرا، وضريرا، وغنيا، وفقيرا. وقيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>