للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل، (ونا): اسمها. حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَضَالُّونَ:} (اللام): هي المزحلقة. (ضالون): خبر (إنّ) مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب (لمّا)، لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له. {بَلْ:} حرف عطف، وإضراب. {نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {مَحْرُومُونَ:} خبره مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ. والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين.

{قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (٢٨)}

الشرح: {قالَ أَوْسَطُهُمْ} أي: أعدلهم، وأعقلهم، وأفضلهم. وقيل: أوسطهم سنا. {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ:} فهذا يدل على أنه نبههم، ووعظهم قبل إقدامهم على ما صنعوا من حرمان المساكين من جنة أبيهم. {لَوْلا تُسَبِّحُونَ:} هلا تذكرون الله، وتتوبون إليه من خبث نيتكم، وسوء عملكم! قال لهم ذلك حين عزموا على ذلك: اذكروا الله، وانتقامه من المجرمين، وتوبوا من هذه العزيمة الخبيثة من فوركم، وسارعوا إلى الإعراض عنها قبل حلول النقمة. فعصوه، فذكرهم ذلك. هذا؛ وقال البيضاوي: أو المعنى: لولا تستثنون، فسمى الاستثناء تسبيحا، لتشاركهما في التعظيم، أو لأنه تنزيه عن أن يجري في ملكه ما لا يريده. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {أَوْسَطُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة. {أَلَمْ:}

(الهمزة): حرف استفهام، وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {أَقُلْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم)، والفاعل مستتر تقديره: «أنا». {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

{لَوْلا:} حرف تحضيض. {تُسَبِّحُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، التقدير: ألم أقل لكم: إن ما فعلتموه لا ينبغي أن يكون، واستغفروا ربكم وتوبوا إليه من هذه النية الخبيثة، والكلام كله في محل نصب مقول الأول، والجملة الفعلية: {قالَ أَوْسَطُهُمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠)}

الشرح: {قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا..}. إلخ: اعترفوا بالمعصية، وهي خبث النية، وسوء العمل، ونزهوا الله عن أن يكون ظالما فيما فعل بهم من إهلاك جنتهم. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-:

معناه: نستغفر الله من ذنوبنا. {إِنّا كُنّا ظالِمِينَ} أي: لأنفسنا بمنعنا المساكين حقوقهم في ثمار الجنة وزرعها. {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ:} يلوم بعضهم بعضا، يقول هذا لهذا: أنت رغبتنا في جمع المال، ثم نادوا على أنفسهم بالويل، والثبور، وعظائم الأمور. وهو ما في الآية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>