للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {يا عِبادِ:} (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (عباد): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة. هذا؛ وقرئ بإثبات الياء: «(يا عبادي)». {لا:}

نافية مهملة، ولا يجوز إعمالها إعمال «ليس»؛ لأنها تكررت. {خَوْفٌ:} مبتدأ. {عَلَيْكُمُ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خَوْفٌ} لأنه مصدر، أو بمحذوف صفة له. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. هذا؛ وقيل: {عَلَيْكُمُ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و {الْيَوْمَ:} متعلق بمحذوف حال. ولا وجه له؛ لأنّ صاحب الحال لا يكون الكاف؛ إذ المعنى لا يؤيده. وأيضا:

فالخبر ما تتمّ به الفائدة، والفائدة لا تتم بالجار والمجرور كما هو واضح. هذا؛ وقراءة الجمهور برفع {خَوْفٌ} وتنوينه، وقرأ ابن محيصن بالرفع دون تنوين على حذف مضاف، وانتظاره، تقديره: لا خوف شيء، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق بالفتح على اعتبار: {لا} نافية للجنس، عاملة عمل «إنّ» وهي عندهم أبلغ. انتهى. سمين. أقول: والمعتمد الأول، وهي قراءة سبعية. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: صلة لتأكيد النفي. {أَنْتُمْ:} مبتدأ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول لقول محذوف.

{الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩)}

الشرح: أي: هم الذين صدقوا بالقرآن، وآمنوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، واستسلموا لحكم الله وأمره، وانقادوا لطاعته، وآمنت ألسنتهم، وجوارحهم، وظواهرهم وبواطنهم، وانقادت لشرع الله جوارحهم، وظواهرهم. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة: (عبادي) أو بدل منه، أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين، أو هو مبتدأ خبره محذوف، التقدير: الذين آمنوا، يقال لهم: ادخلوا... إلخ، أو هو مفعول به لفعل محذوف، التقدير:

أعني، أو أمدح الذين... إلخ. {آمَنُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {بِآياتِنا:}

متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَكانُوا:} الواو: واو الحال. (كانوا): ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {مُسْلِمِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، و «قد» قبلها مقدرة، وإن عطفتها على جملة الصلة؛ فلست مفندا، ولكن الحال آكد، وأبلغ، فإن كلمة: (كان) تدلّ على الاستمرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>