للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو صفة له، كما يجوز في محله الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هي هدى، أو على البدل من {آياتُ،} أو على أنه خبر بعد خبر، وعلامة النصب، أو الجر، أو الرفع مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها. {وَبُشْرى:} الواو: حرف عطف، (بشرى): معطوف على ما قبله على جميع الوجوه المعتبرة فيه، والفتحة، أو الكسرة، أو الضمة، مقدرة على الألف للتعذر، {لِلْمُؤْمِنِينَ:} جار ومجرور متعلقان بأحد الاسمين على التنازع، أو بمحذوف صفة لأحدهما، وحذفت صفة الثاني.

{الَّذِينَ:} يجوز في محله الجر على الإتباع ل‍: (المؤمنين) على البدلية، أو الوصفية، والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف، تقديره: أعني، والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين، وهو مبني على الفتح في محل جر، أو في محل رفع، أو في محل نصب، وجملة: {يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} صلة الموصول لا محل لها، وجملة: {وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها.

{وَهُمْ:} الواو: واو الحال، (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{بِالْآخِرَةِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {هُمْ:} ضمير فصل لا محل له، أو هو توكيد للمبتدأ. {يُوقِنُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَهُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، وأجيز عطفها على جملة الصلة، كما أجيز اعتبارها مستأنفة، ومعترضة في آخر الكلام، ولا محل لها على الوجهين.

تنبيه: قال زادة: ولما كان إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مما يتكرر، ويتجدد في أوقاتهما؛ أتي بهما فعلين، ولما كان الإيقان بالآخرة أمرا ثابتا، مطلوبا دوامه، أتي به جملة اسمية، وجعل خبرها مضارعا للدلالة على أن إيقانهم يستمر على سبيل التجدد. انتهى. جمل. فهذه فائدة جديرة بالاعتبار. والله الموفق، والمعين، ولا تنس: أن الآية الكريمة مذكورة بحروفها كاملة برقم [٥] من سورة لقمان.

{إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} أي: لا يصدقون، ولا يعترفون بالآخرة، وما فيها من حساب، وجزاء، وجنة، ونار، وهم الكفار ومن لف لفهم من الفاسدين المفسدين، {زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ:} قال الزمخشري رحمه الله تعالى: فإن قلت: كيف أسند تزيين أعمالهم إلى ذاته، وقد أسنده إلى الشيطان في قوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ؟} قلت: بين الإسنادين فرق، وذلك:

أن إسناده إلى الشيطان حقيقة، وإسناده إلى الله عز وجل مجاز، وله طريقان في علم البيان:

<<  <  ج: ص:  >  >>