للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحجج الدامغة، والبراهين الساطعة. {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} أي: لا يفهمون فيناقض فعلهم قولهم، حيث يقرون بأن الله هو المبدئ لكل ما عداه، ثم يشركون به أحقر خلقه. وذكر الأكثر؛ إما لأن بعضهم لم يعرف الحق لنقصان عقله، أو لتقصيره في النظر، أو لم تقم عليه الحجة؛ لأنه لم يبلغ مبلغ التكليف، أو لأنه يقام مقام الكل، وانظر سورة الروم رقم [٦].

الإعراب: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ:} انظر الآية رقم [٦١]. {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {نَزَّلَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {مَنْ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {مِنَ السَّماءِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {السَّماءِ،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها؛ صار حالا». {السَّماءِ:} مفعول به، والجملة الاسمية:

{مَنْ نَزَّلَ..}. إلخ في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني ل‍: (سأل). {لَيَقُولُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم المدلول عليه باللام الموطئة. (يقولن): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، والنون حرف لا محل له. {اللهُ:} مبتدأ خبره محذوف، التقدير: الله نزل من السماء ماء، والمعنى:

لا يؤيد التقدير الثاني، الذي ذكرته في الآية رقم [٦١]، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {لَيَقُولُنَّ..}. إلخ جواب القسم المقدر، وجواب الشرط محذوف على مثال ما رأيت في الآية رقم [٦١]، والكلام: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ..}. إلخ مستأنف لا محل له.

{قُلِ:} فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {الْحَمْدُ:}

مبتدأ. {اللهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلِ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {بَلْ:} حرف عطف، وانتقال.

{أَكْثَرُهُمْ:} مبتدأ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لا:} نافية. {يَعْقِلُونَ:}

فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، وهو أولى من العطف على ما قبلها؛ لأنها ليست من مقول القول. تأمل وتدبر، وربك أعلم. وأجل وأعظم.

{وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)}

الشرح: {وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا:} إشارة تحقير؛ كيف لا؟ وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا جرعة ماء، ولقد وصف الله تعالى في هذه الآية وغيرها الحياة التي يحياها ابن آدم بالدنيا لدناءتها، وحقارتها، وأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة، ورحم الله الحريري؛ إذ يقول: [الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>