للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هو» أو تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به أول. {أَعْمالَهُمْ:} مفعول به ثان، والهاء في محل جر بالإضافة. و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، التقدير: وجازاهم بذلك ليوفيهم. وهذه الجملة معطوفة على جملة: {عَمِلُوا}. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية. {يُظْلَمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها مستأنفة فلا محل لها. والأول أقوى.

{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاِسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠)}

الشرح: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ} أي: ذكرهم يا محمد يوم يعرض. {الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النّارِ} أي:

يكشف الغطاء فيقربون من النار، وينظرون إليها. عرضهم على النار: تعذيبهم بها؛ من قولهم:

عرض بنو فلان على السيف: إذا قتلوا به. وقيل: المراد: عرض النار عليهم من قولهم: عرضت الناقة على الحوض، يريدون عرض الحوض عليها، فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس-رضي الله عنهما-: يجاء بهم إليها، فيكشف لهم عنها. ولقد قال بهذا القلب الجوهري، وجماعة، منهم: السكاكي، والزمخشري، قالوا: فالأصل: ويوم تعرض النار على الذين كفروا؛ لأن المعروض عليه ما له ميل، فيختار المعروض، أو خلافه. وقيل: لا قلب. واختاره أبو حيان، ورد على قول الزمخشري في الاية بأن عرض الكفار على النار ليس بمقلوب؛ لأنّ الكفار مقهورون، فكأنهم لا اختيار لهم، والنار متصرفة فيهم كالمتاع، الذي يتصرف فيه من يعرض عليه، كما قالوا: عرضت الجارية على البيع، وعرضت القاتل على السيف، والزاني على السوط. هذا؛ وانظر الشاهد رقم [١١٩٢] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» وهو من قول القطامي من أبيات في وصف ناقة، وهاك نصه: [الوافر] فلمّا أن جرى سمن عليها... كما طيّنت بالفدن السّياعا

هذا؛ وقد اختلف في هذا العرض، متى يكون؟ هل هو في القبور، أو هو يوم القيامة؟ انظر الاية رقم [٤٥] من سورة (الشورى). {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ..}. إلخ: أي يقال لهم: إن كل ما قدر لكم من الطيبات، واللذات فقد أفنيتموه في الدنيا، وتمتعتم به، فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم منها شيء. {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ} أي: الذي فيه ذل، وخزي. {بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ..}. إلخ: علق هذا العذاب بأمرين: أحدهما: الاستكبار، وهو الترفع، ويحتمل أن يكون عن الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>