الشرح:{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} أي: أيدعون: أن لهم مرتقى إلى السماء، ومصعدا. {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ:} كلام الملائكة، وما يوحى إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن من تقدم هلاكه على هلاكهم، وظفرهم في العاقبة دونه، كما يزعمون. أو المعنى: يعلمون أن ما هم عليه حق فهم مستمسكون به. {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} أي: إن ادّعوا ذلك؛ فليأت المستمع منهم بحجة ظاهرة على ذلك. هذا؛ وقال الزجاج، وغيره:{فِيهِ} بمعنى: عليه. كقوله تعالى في سورة (طه) رقم [٧١] حكاية عن قول فرعون للسحرة: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}. وقال سويد ابن أبي كاهل اليشكري، وهو الشاهد رقم [٣٠٥] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الطويل] هم صلبوا العبدي في جذع نخلة... فلا عطست شيبان إلاّ بأجدعا
هذا؛ والسلم: الدرج يصعد عليه إلى الأعلى، وهو مشتق من السلامة، قالوا: لأنه يسلم به إلى المكان الذي يريد الارتقاء إليه، وربما سمي الغرز بذلك مجازا، أو استعارة. قال أبو الرّبيس الثعلبي يصف ناقته:[الطويل] مطارة قلب إن ثنى الرجل ربّها... بسلّم غرز في مناخ يعاجله
وقال زهير بن أبي سلمى المزني في معلقته رقم [٥٠]: [الطويل] ومن هاب أسباب المنايا ينلنه... ولو رام أسباب السّماء بسلّم
وقال آخر:[الطويل] تجنّيت لي ذنبا وما إن جنيته... لتتّخذي عذرا إلى الهجر سلّما
وجمعه: السلالم، قال ابن مقبل، وقد أشبع كسرة اللام:[البسيط] لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا... يبنى له في السموات السّلاليم
الإعراب:{أَمْ:} حرف عطف. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {سُلَّمٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. {يَسْتَمِعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، انظر تقديره في الشرح. والجملة الفعلية في محل رفع صفة {سُلَّمٌ}. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وقال الزمخشري: متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، التقدير: صاعدين فيه. {فَلْيَأْتِ:}(الفاء): هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير: وإذا كان لهم سلم يستمعون فيه، فليأت. (اللام): لام الأمر.
(يأت): مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها. {مُسْتَمِعُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم